بعد «ذهب» و«هبوط».. دونيس يعود مدربا للفتح
عاد اليوناني جورجيوس دونيس مجدداً للدخول إلى مضمار السباق السعودي، عندما أعلن نادي الفتح، الأحد، التعاقد معه لتدريب الفريق الأول لكرة القدم، خلفاً للبلجيكي يانييك فيريرا الذي أنهت الإدارة عقده بالتراضي.
ووصل بذلك إلى محطته الثالثة عبر الكرة السعودية، حيث سبق له قيادة الهلال بين 2014 و2016، إضافة إلى الوحدة في الموسم الماضي.
ومن الرياض إلى مكة المركة، ومنها باتجاه الأحساء، سيعيش دونيس تجربة جديدة، إذ غادر الأول حاملاً معه ألقاب ومدوناً الإنجازات، في حين رحل عن الثاني وهو يجر أذيال الخسارة بهبوط الأحمر إلى دوري الدرجة الأولى، بينما سيقود الثالث وهو في المركز الـ12، برصيد يبلغ 17 نقطة لا يبتعد على إثرها كثيرا عن مناطق الخطر، ولا تفصله مسافة كبيرة عن مناطق الأمان، ومع تبقي 14 مباراة لفريقه، و13 جولة أخرى في دوري كأس محمد بن سلمان للمحترفين.
اليوناني قضى اليوناني نحو 4 عقود في ميادين المستديرة، وذلك باللحاق بها تارة، ورسم خططها في أخرى، كاتباً السطر الأول في روايته عام 1986 لاعباً.
نجم خط الوسط الذي اكتسب شهرة في بلاده أواخر الثمانينيات الميلادية، وبلغ ذروة تألقه في أواسط التسعينيات برفقة بانثيناكوس اليوناني، لم يعرف في مسيرته سوى مسابقتين، أولاهما اللعب في بلاده، أما الثانية، في مرحلة احترافه في إنجلترا، والتي تعد متأخرة في عالم كرة القدم، حيث انتقل إلى بلاكبيرن (1996) حامل لقب البريمير ليج آنذاك (1995) وعمره 27 عاماً.
لعب بعد ذلك مع شيفيلد يونايتد، وهيدرسفيلد الإنجليزيين، حيث علق حذاء اللعب نهائياً بعد تجربته مع الأخير في عام 2000، ومن هنالك سلك اليوناني درب التكتيك الكروي، وأصبح مدرباً بعد حصوله على الشهادات الفنية في العام الذي أعقب اعتزاله اللعب.
وضع دونيس أول خطة له في مسيرته التدريبية عام 2002، وكان ذلك لصالح فريق ليسياكوس اليوناني، وهناك لم تدم التجربة الأولى طويلاً، حيث اكتفى بثلاث مباريات حقق خلالها الانتصار مرتين، وخسر في واحدة، انتقل بعدها إلى لاريسا في الدوري اليوناني كذلك، لتنطلق رحلته الفعلية في فضاء المهنة الأكثر تعقيداً.
مع لاريسا حقق دونيس أول ألقابه مدرباً، وذلك بنيل بطولة كأس اليونان، لينتقل بعد ذلك إلى قبرص من أجل قيادة فريق أبويل، وعندها نجح في الوصول معه إلى الأدوار النهائية من دوري أبطال أوروبا، ولكنه لم يكن محظوظاً بالشكل الكافي، إذ أوقعته القرعة ضد ريال مدريد، وبروسيا دورتموند، وتوتنهام، ليتلقى الهزائم واحدة تلو الأخرى.
تجربة دوري الأبطال، والتي يقول عنها الإسباني جوسيب جوارديولا أنها الأكثر متعة وتنوعاً للمدربين، تكررت مجدداً أمام اليوناني مع الفريق ذاته، ولكنه عانى مرة أخرى، بقرعة رمت به في ساحة معركة طاحنة، بمواجهة برشلونة، وأياكس، وباريس سان جيرمان، وكانت المحصلة شبيهة بالتي قبلها.
المدرب المولود في الـ22 من أكتوبر لعام 1969، أبصر النور في فرانكفورت الألمانية على ضفاف نهر الماين في ولاية هسن، حيث تستقر أشهر المعارض الثقافية والفنية في العالم، كما تتراص شركات العقار والمال الكبرى في القارة، ليعيش الشغوف بكرة القدم بين الفنون الفكرية، ولعبة البورصة والأموال، ولكن حلم واحد في حياته، كان الصديق والرفيق منذ الولادة.
وبعد شهرين من يوم ميلاده، إذ احتفل ببلوغه الـ52 عاماً، وجد المدرب اليوناني نفسه عائداً إلى الدوري السعودي مجدداً، إثر مفاوضات جرت من قبل نادي الفتح لقيادة الفريق الذي تفاوتت نتائجه في الفترة الماضية.
ومع إتمام التعاقد، فتح جورجيوس بذلك صندوق الذكريات التي تركها في السعودية، حينما أشرف على تدريب الهلال بين عامي 2014 و2016، وذلك في 66 مباراة لحساب 5 بطولات، نجح خلالها في تحقيق الفوز 45 مرة، وخسر 10، وتعادل 11، أما مع الوحدة فدربه 6 مباريات خسر فيها ثلاثا وتعادل مرتين، وحقق الفوز مرة واحدة.
وبفضل أسلوبه الهجومي، سجل الأزرق برفقته 144 هدفاً، واستقبل 62، وجمع إلى جانبه 146 نقطة، كما تمكن من قيادته إلى كسب 3 بطولات، بدايتها من كأس خادم الحرمين الشريفين أمام النصر 2015، وضد المنافس ذاته توج بطلاً لكأس السوبر في العام نفسه، وبعد ذلك تفوق على الأهلي في كأس ولي العهد، وأنهى الموسم دورياً في المركز الثاني، خلف الأهلي، ليُكتب الفصل الأخير في قصته مع الهلال.