حكاية ليونيل.. الذهب يستكين.. والعالم يرقص في النهاية
5807 يوماً، المسافة بين أحلام الطفل الأرجنتيني، وحمله على الأعناق بطلاً لكوبا أمريكا، إذ كابد ليونيل ميسي قصة مكتظة بالصعاب منذ 17 أغسطس 2005، حتى روّض اللقب القاري العنيد في الـ11 من يوليو 2021، اليوم الذي لن يغادر ذاكرة كرة القدم، وربما سيبقى أحد الأيام الأهم في روزنامة اللحظات العاطفية للمستديرة.
كان الأمر يستحق أن يُتم ابن نيو أولد بويز عامه الـ20، ويحرز كل البطولات ما صعب منها وما كان سهلاً، إلى أن أصبح لاعباً ثلاثينياً وهو يركض بلهفة حول منجز يبث الأفراح في بلاد الفضة، فعل ميسي كل شيء، سجل الأهداف بإعجاز، مرر الكرات الحاسمة بعبقرية لا تُنافس، راوغ مرة تلو أخرى ببراعة لا مثيل لها، ولكن الحظ كان حائلاً بينه وبين المركز الدولي الأول.
قاسى البالغ (34 عاماً) ليالٍ حاصرته فيها الأقلام، وترصدته الحروف الشامتة، وأثقلت كاهله سرعة الأيام ومرور الساعات والثواني دون أن يرتسم الفرح المنشود، وسط صدمتين أشدها من تشيلي في 2015 و2016 في نهائيين ذرفت من قسوتها مقلتي البرغوث الدمع وكأنه طفلاً دخل نوبة بكاء عاصفة، أما أكبرها ألماً، فبالتأكيد تلك الدقائق الـ120 التي احتضنتها البرازيل أيضاً في كأس العالم 2014 على حساب المكائن الألمانية، فاكتفى بالفضة مراراً، رغم أنها حرفة مواطنيه الأولى، حيث غاب عنهم مساهمتهم في تصدير ميداليات تعلن أن رجل كرة القدم الأول في بلادهم داخل ميادين المستديرة في المركز الثاني.
لا أبطال أوروبا، ولا لقب الليجا، ولا كوبا دل ري، أو السوبر الإسباني منه أو الأوروبي، وحتى مونديال الأندية، وربما كذلك ما تُسمى بالبالون دور، مثلوا أهمية في الرحلة المظفرة بالذهب، مثلما حصل لوالد تياجو وماثيو، في أرض السامبا، وهو يهزم كل الظروف، ويقفز فوق كل الحواجز بمهارة لم تفقد ذرة من بريقها وإن بلغ نصف عقد الرابع، فهناك نال ميسي ذهب الكوبا، وسط أفراح عمت العالم، ونهاية سعيدة، كما يحدث تماماً في الروايات السينمائية.
حكاية المجد التاريخية، والتي حظي بها جيل سيلاحقه حسد محبي المستطيل الأخضردوماً، اكتملت بأجمل صفحاتها قبل عام وعليه القليل من موعد كأس العالم 2022، فاز ليونيل قائد التانجو بلقب القارة المنتظر، انتصر وهو يتوج بالجوائز الفردية والجماعية تباعاً، أفضل لاعب في البطولة، والهداف الأول كعادته، نالها هذه المرة وهو متزيناً بالميدالية الذهبية، ثم صرخ من أعماق حنجرته حاملاً الكأس الذي يزن 9 كيلوجرامات، أغلى وزن رفعه أفضل رقم 10 في العالم 6 مرات، وفي رواية أخرى، المرشح للسابعة مغرداً خارج السرب.