ساوثجيت.. مدرب مغمور حقق أحلام الإنجليز
لم يجد الإنجليزي الراحل ألف رامسي أي منافس له على مدار أكثر من نصف قرن حيث كان المدرب الذي قاد منتخب إنجلترا للقب كأس العالم الوحيد في تاريخه، وهو اللقب الوحيد لمنتخب الأسود الثلاثة في البطولات الكبرى.
وسيكون جاريث ساوثجيت على موعد مع محاولة كتابة إسمه بجانب ألف رامسي وقيادة منتخب بلاده لتحقيق لقب كأس الأمم الأوروبية للمرة الأولى في تاريخه بعد بلوغه نصف النهائي البطولة القارية بمستوى استثنائي أبهر الإنجليز.
ساوثجيت صاحب الـ50 عاماً تولى تدريب المنتخب الإنجليزي بصفة مؤقتة في 28 سبتمبر 2016، خلفاً لسام آلاردايس المدرب المخضرم، ونجح الشاب الطموح في تغير جلد المنتخب ونفض الغبار عن الطريقة الإنجليزية الكلاسيكية في كرة القدم واستخدام الأساليب التدريبية الحديثة التي ساعدته على صناعة جيل شاب ومميز للكرة في بلاده وكان بلوغه نصف نهائي كأس العالم 2018 في روسيا أولى علامات التميز في عمله ما جعل الاتحاد الإنجليز يوقع معه ويثق في قدراته بعد أن كان مجرد مدرب مؤقت إلى حين اختيار مدرب جديد.
ومنذ العام 1966 وحتى 2016 تعاقب على تدريب منتخب إنجلترا 16 مدرباً كان بينهم أجنبيين هم السويدي سفين إريكسون والإيطالي فابيو كابيلو ولم تنتهي العقدة الإنجليزية في صناعة منتخب قوي يضاهي كبار المنتخبات في القارة العجوز أمثال ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا، رغم القوة والسمعة الكبيرة التي يتمتع بها الدوري الإنجليزي والمصنف ضمن الأقوى عالمياً، إلا أنه على صعيد المنتخب لم يستطع الإنجليز حصد أي لقب كبير منذ نصف قرن من الزمان رغم تعاقب المدربين والأجيال.
وكان ساوثجيت المدرب المغمور الذي لم يسبق له خلال مسيرته التدريبية القصيرة تدريب أي فريق كبير وتولى قيادة فريقه اللذي اعتزل في صفوفه ميدلزبره منذ 2006 وحتى العام 2009، قبل أن يتولى قيادة المنتخب الإنجليزي تحت 21 عاماً، وتبعه بالمنتخب الأول.
في يورو 2020 ظهر فريق ساوجيث بصورة مذهلة حيث استطاع تصدر مجموعته التي ضمت وصيف العالم منتخب كرواتيا قبل أن يكسر عقدة الألمان في دور الـ16 وتبعها بدك شباك الأوكران برباعية وبلغ نصف النهائي بشباك نظيفة لم يعرف الخصوم طريقة الوصول إليها.
ساوثجيت الذي تم تغيير اسم محطة ساوثجيت في إنفيلد ،لندن، إلى "جاريث ساوثجيت" لمدة يومين تقديراً لإنجازه في كأس العالم 2018، سيكون مطالباً حين يلاقي المنتخب الدنماركي في نصف نهائي يورو 2020 ببلوغ نهائي البطولة القارية للمرة الأولى في تاريخ منتخب بلاده، وفي حال تتويجه باللقب سيخلد الإنجليز إسمه بجانب الراحل ألف رامسي الذي مات على قمة المجد في إنجلترا.