بانديف.. رمز المقدونيين وأسطورتهم الخالدة
في مقدونيا الشمالية لا يعادل ستيفو بنداروفسكي الرئيس المقدوني شهرة سوى جوران بانديف قائد المنتخب ونجمه الأسطوري الذي أعلن تعليق حذئه الدولي بعد نهاية بطولة كأس الأمم الأوروبية "يورو 2020" بعد مسيرة حافلة في الملاعب استمرت نحو 20 عاماً.
بانديف المولود في يوليو من العام 1983 في مدينة ستروميكا المقدونية بدأ مسيرته الدولية في العام 1999 مع المنتخب المقدوني تحت 16 عاماً وثم منتخب تحت 19 عاماً ومنتخب تحت 21 عاماً، قبل أن ينضم إلى المنتخب الأول في العام 2001 ويصبح الأكثر مشاركة في المباريات بـ119 مباراة والهداف التاريخي للمنتخب بـ37 هدفاً كان أخرها في شباك المنتخب النمساوي في بطولة يورو 2020 مسجلاً اسمه بحروف من ذهب في تاريخ المنتخب الملقب بـ"الذئاب الحمر".
ويعتبر المقدونيين بانديف أسطورتهم الحية والخالدة والتي تضاهي مارادونا في الأرجنتين وبيليه في البرازيل بعد أن سطر خلال مسيرته مع المنتخب والأندية التي مثلها أروع الإنجازات والتي كان أبرزها الثلاثية التاريخية مع إنتر ميلان الإيطالي في موسم 2010، إضافة إلى قيادته منتخب بلاده للمشاركة في بطولة كأس الأمم الأوروبية "يورو2020" بعد إحرازه هدف التأهل في شباك المنتخب الجورجي خلال التصفيات وهو الهدف الذي وصفه المهاجم المخضرم بأنه الأغلى والأهم في مسيرته حيث منح منتخب بلاده بطاقة التأهل إلى العرس القاري الأوروبي.
ويصف الشعب المقدوني الذي يبلغ عدد سكانه مليوني نسمة، بانديف بأنه الرياضي الأعظم في البلاد وتتجاوز شعبيته رئيس مقدونيا بسبب تواضعه وهو الشاب الذي نشأ في ستروميكا المنطقة الزراعية وتعمل والدته في صناعة النسيج.
وزاد من شعبية صاحب الـ37 عاماً، إنشائه لأكاديمية في مدينة ستروميكا مسقط رأسه تهتم بالشباب الصغار المقدونين وتصقل مواهبهم التي ستكون النواة للمنتخب الوطني مستقبلا وقد تنجب العديد من اللاعبين الذي يسيرون على خطى بانديف ويرفعون العلم الأصفر والأحمر عالياً في محافل عالمية مستقبلاً.
وكانت مواجهة المنتخب الهولندي، الثلاثاء، في الجولة الأخيرة من دور المجموعات في يورو 2020 الأخيرة للنجم الأسطوري بانديف بعد أن أعلن إعتزاله بشكل رسمي قبل المباراة قائلاً: "هذه هي آخر مباراة بالقميص الوطني بالنسبة لي، أعتقد أن هذا هو الوقت المناسب للاعتزال الدولي، كل مباراة بالقميص الوطني كانت مؤثرة بالنسبة لي، لكن بالطبع هذه المواجهة خاصة للغاية بالنسبة لي".
وبينما كان المقدونيين ينتظرون وداع أسطورتهم الحية بطريقة لائقة في إحدى المباريات التي تلعب في مقدونيا، إلا أن بانديف أشار إلى أن هذا الأمر لم يعد ممكناً بسبب نهاية عقده مع جنوى الإيطالي فريقه والذي سيكون الأخير له على الصعيد الاحترافي.