نيوكاسل.. مدينة البحارة.. وفريق آلان شيرر
إذا قررت التجول ليلا في مدينة نيوكاسل الإنجليزية، فإن المتعة ستتضاعف وأنت تشاهد برج الفانوس، وحصن سيجيدونوم الروماني، ولقاء الأحباب فوق جسر نهر «التاين» الشهير، لا سيما وأن المدينة قد حازت على جائزة أفضل مدينة ليلية، قبل ثلاثة أعوام، متفوقة على لاس فيجاس ونيويورك وأمستردام وباريس.
يتحدث شعب نيوكاسل بلهجة محلية صعبة تدعى «جورديه»، ويُعرف بأنهم قوم مضياف يُحسن استقبال الطلاب الدارسين بجامعتي نورثمبريا ونيوكاسل. بينما يسمى السكان الأصليين بلقب «جورديس» إثر مناصرتهم الملك جورج في القرن الثامن عشر، وذلك خلافا لباقي سكان شمال بريطانيا الذين دعموا آنذاك ملك أسكتلندا.
ثمة علاقة عاطفية تجمع أهالي نيوكاسل وبحر الشمال، حيث يتمسك رجالها من الصيادين والبحارة بوظائفهم رغم تقدمهم في العمر، بينما يستهوي صغار السن المخلوقات البحرية التي تجدها ملصقات تعبيرية في الشوارع والسيارات والملابس والحقائب، ويظلّ حيوان «فرس البحر» الأبرز والظاهر على شعار نادي نيوكاسل يونايتد.
يتميز نيوكاسل يونايتد بشعبية واسعة حول العالم، أحد المتعصبين مشجع سويدي يدعو رولف كورنليوسون، والذي طلب من المحكمة إضافة نيوكاسل إلى اسمه. ووفقا لوكالة «رويترز» للأنباء، فإن صاحب الـ54 عاما وقع في حب النادي منذ الصغر حين اشترى له والده الذي كان يعمل في الصيد زي الفريق، خلال واحدة من رحلاته البحرية الكثيرة إلى إنجلترا.
تأسس نادي نيوكاسل عام 1892 ميلادي، ويصنّف ضمن أعرق الأندية البريطانية إذ كسب 4 ألقاب دوري و6 كؤوس وفاز مرة واحدة بالسوبر. ومن بين أفضل النجوم الذين ارتدوا قميص الفريق الأبيض والأسود، بيتر بيردسلي وشاي جيفن وجاري سبيد ونولبيرتو سولانو، أما أعظمهم المهاجم آلان شيرر هداف «البريميرليج» التاريخي بواقع 260 هدف.
يعتبر سندرلاند، غريم نيوكاسل التقليدي، ويطلق على مباراة الفريقين ديربي «التاين وير» كونها قمة ممتعة شرسة انبثقت من خلافات قديمة، بين سكان المدينتين أثناء الحرب الأهلية الإنجليزية في منتصف القرن السابع عشر، بسبب حقوق المتاجرة بالفحم، والتي كانت أهم عناصر الاقتصاد خلال الثورة الصناعية الأولى.
خلال العقد الجاري، هبط نيوكاسل مرتين إلى دوري الدرجة الثانية، وهو الآن في المركز 13 بين 20 فريق، ومن الواضح أن جماهير «الماجبايز» غاضبين على مالك النادي، البريطاني مايك أشلي، بسبب سياساته الإدارية، فيما ينتقده مارك جنسن رئيس تحرير مجلة «ذاماغ» الخاصة بمشجعي نيوكاسل قائلا: "إن نادينا يدار بطريقة سيئة للغاية".
في مطلع 2016، أعرب مايك أشلي عن أسفه لدخوله عالم كرة القدم مؤكدا أنه ليس مهتما ببيع النادي حتى وإن هبط الفريق. وبعد مرور سنوات أعلنت صحيفة «تلغراف» البريطانية اعتزام صندوق الاستثمارات السعودي شراء نيوكاسل وسط أمنيات المشجعين برؤية كافاني وجريزمان وكوتينيو في ملعب سانت جيمس بارك.
يقول جوناثان ويلسون، المراسل السابق لجريدة «فاينانشال تايمز» في إحدى مقالاته: "أصبح المال أكثر أهمية في كرة القدم، تملك لندن أموالا ضخمة وتجتذب استثمارات أفضل ومن الطبيعي تقدم توتنهام وتشيلسي وآرسنال بجدول الترتيب، وفي نفس الوقت تكافح أندية الشمال، فلدى مواطنيها أعلى معدل للبطالة وأقل دخل فردي أسبوعي، وهذا يؤثر على أسعار التذاكر الموسمية".
يعتقد لاعبو نيوكاسل يونايتد السابقين، بأن استحواذ السعودية على ناديهم يمنحه فرصة أفضل، إذ يقول النجم ليس فيرديناند: آمل أن يتمكنوا من تحويله إلى فريق ينافس على البطولات لا الهبوط". أما ريان تايلور فقال: "نيوكاسل يونايتد يستحق فهو يمتلك كل مقومات النجاح من إمكانيات وملاعب وموقع استراتيجي". بينما يترقب الأسطورة آلان شيرر إعلان الرياض الرسمي بقوله: "أرفض الشعور بالحماس حتى يتم بيع النادي بالفعل".