تبدلت أولويات الصحف الرياضية في أوروبا خلال الأيام القليلة الماضية، من متابعة المجريات الفنية للمنافسات والجانب الرياضي منها، إلى تسليط الجزء الأكبر من الضوء على فيروس كورونا الجديد وعبثه بمختلف الرياضات في شتى بلدان القارة العجوز. وكان مشهد المدرجات الخالية الأكثر حضوراً على أغلفة هذه الصحف، في ظل القرارات الرسمية التي أوصدت أبواب الملاعب أمام المشجعين في منافسات محلية وقارية، لا سيما الملاعب الإيطالية والإسبانية في بلديْن هما الأكثر تأثراً بالفيروس في أوروبا، وعدد من مباريات دوري الأبطال والدوري الأوروبي التي لم تشهد صرخات من أي مشجع بعد أي هدف.

الرياضة بلا روح
أبرزت صحيفة “آس” الإسبانية على غلاف عددها الصادر صباح الأربعاء 11 مارس صورة للمدرجات الخالية في ملعب “مستايا” خلال مباراة فالنسيا وأتالانتا في إياب الدور ثمن النهائي لدوري أبطال أوروبا، مع التركيز على تمثال فيسنتي أباريتشو في المدرجات الفارغة، وهو المشجع الضرير الذي كان يتابع جميع مباريات فالنسيا في هذا الملعب حتى وفاته. واختارت الصحيفة عنواناً رئيساً كتبت فيه “الرياضة بلا روح”، وتناولت إغلاق الملاعب أمام الجماهير لمدة أسبوعين على الأقل، والمطالبات بتأجيل دوري كرة السلة وتعليق دوري كرة القدم.


فرحة في الصمت
واكبت الصحف الإيطالية صباح الإثنين 9 مارس فوز يوفنتوس على إنتر ميلان في قمة الدوري الإيطالي، ومن بينها صحيفة “لا جازيتا ديللو سبورت” التي سلّطت الضوء على الجانب الآخر من القمة، حيث أظهرت صورة صغيرة للأرجنتيني باولو ديبالا وهو يحتفل بهدفه أمام خلفية كبيرة لملعب يوفنتوس الخالي من المشجعين. واختارت الصحيفة العريقة لغلافها عنواناً رئيساً كتبت فيه “فرحة في الصمت”، كما طرحت سؤالاً ملفتاً في عنوان آخر وسط تسارع التطورات، فكتبت “الفيروس يتقدّم، فهل تتوقف كرة القدم؟”


الخوف من الفراغ
أظهرت صحيفة “ليكيب” الفرنسية على غلاف عددها الصادر صباح الثلاثاء 10 مارس صورة لملعب حديقة الأمراء بمقاعده الفارغة قبيل مباراة الإياب بين باريس سان جيرمان ودورتموند في ثمن نهائي دوري الأبطال، خلف عنوان رئيس كتبت فيه “الخوف من الفراغ”. وأكدت الصحيفة أن الفيروس دخل مرحلة العبث بكل الرياضات، مع إجراء هذه القمة الأوروبية خلف أبواب مغلقة، وتأجيل مباراة فرنسا وإيرلندا في الرجبي، وإلغاء بطولة إنديان ويلز في التنس، إضافة إلى حالات مشابهة كثيرة.


في الحجر الصحي
تشابهت العبارات التي اختارتها صحيفة “أبولا” البرتغالية مع تلك التي ظهرت على غلاف صحيفة “آس” صباح الأربعاء الماضي، حيث كتبت في أحد عناوينها “الرياضة بلا روح”، وتحدثت عن خطوات تاريخية منتظرة للاتحاد البرتغالي بهدف احتواء الأزمة، وسيناريوهات أكثر سوءاً في إيطاليا وفرنسا وإسبانيا. وعنونت “أبولا” غلافها صباح أمس 12 مارس بعبارة “رونالدو في الحجر الصحي”، وذلك بعد ثبوت إصابة دانييلي روجاني زميله في يوفنتوس بفيروس كورونا.


تحت القفل والمفتاح
اختارت صحيفة “موندو ديبورتيفو” الإسبانية عنواناً رئيساً من كلمة واحدة لعددها صباح الأربعاء 11 مارس، حيث كتبت “مغلق” مع صورة لقفل على مدخل أحد الملاعب، وذكرت أن الفيروس وضع جميع الألعاب الرياضية الإسبانية تحت تأثير القِفل والمفتاح على حد تعبيرها. وتطرقت الصحيفة إلى القرار القاضي بإغلاق جميع الملاعب أمام الجماهير لمدة أسبوعين على الأقل، بما في ذلك مواجهة برشلونة ونابولي الإيطابي على ملعب كامب نو في إياب الدور ثمن النهائي لدوري الأبطال، بناء على اقتراح وزارة الصحة الإسبانية.



ابقوا في منازلكم
تطرقت صحيفة “كورييري ديللو سبورت” الإيطالية صباح الثلاثاء 10 مارس إلى آخر مستجدات الفيروس، فأظهرت صورة لفرانشيسكو كابوتو لاعب فريق ساسولو وهو يحمل ورقة في مباراة أخيرة كُتِب عليها “كل شيء سيكون على ما يرام، لكن إبقوا في منازلكم”، إلى جانب عنوان رئيس من كلمة واحدة هي “توقُف”، حيث تحدثت عن توقف الرياضة بشكل كامل في إيطاليا بأسرها، وعن تحويل البلاد إلى منطقة مغلقة، إضافة إلى إغلاق جميع المدارس والجامعات حتى 3 إبريل المقبل.