كاريلي.. أستاذ تكتيك.. يحلم بتدريب نيمار
ابتسامته باردة ويغلب طبعه الهدوء، أخلاقه حميدة، وسلوكياته طيبة مع الجميع، ينتابه أحيانا الخوف من الدخول في مشكلة مع الناس، لذلك قد تراه منعزلاً قليلاً عن النقاشات الجانبية، وهو ما يدفع البعض إلى الاعتقاد الجازم بأن شخصيته ضعيفة.
ولد فابيو كاريلي في 26 سبتمبر 1973، بمدينة ساو باولو البرازيلية المزدحمة بحركة السير، والهواء غير النقي، والجرائم العنيفة بسبب المهاجرين والهاربين. هناك يُقام «أسبوع الموضة» بمشاركة عارضات الأزياء، ويقع شارع «باوليستا» المخصص لرواد المال والأعمال، كما تقف أكبر كاتدرائية بطراز معماري قوطي استغرق بنائه 4 عقود.
عاش كاريلي طفولته في كنف والده جواكيم ووالدته فاندا، اعتقد الزوجان بأن ابنهما المدافع سيصل يوما ما إلى نجومية روبرتو كارلوس الذي نشأ في نفس المنطقة. حيث رحل عنها يوما باتجاه إنتر ميلان وريال ومدريد. فيما لم يخيّب الابن ظنون عائلته إطلاقا، باستثناء أنه لم يحترف لعبة كرة القدم خارج البرازيل.
استقل كاريلي (46 عاما) طائرة الخطوط السويسرية المغادرة نحو زيوريخ عاصمة الساعات والذهب كانت تلك المرة الأولى التي يسافر فيها خارج «بلاد السامبا» مطلع أغسطس 2018. هناك التقى برئيس نادي الوحدة حاتم خيمي، والذي طلب منه استعادة أمجاد الفريق المكي، فأجابه قائلا: "لا أعدك بالبطولات".
أحب الوحداويون مدربهم كاريلي بفضل طريقته في العمل، لقد شاهدوا أستاذا أمامهم يحب الاستحواذ واللعب الهجومي ويكره خسارة الكرة لمصلحة المنافس، كانت رسائله إلى اللاعبين أثناء حصص التدريب: "لا تخطئوا، حاولوا تنظيم أنفسكم بسرعة، اضغطوا على الخصم في الزاوية، وانتظروا اللحظة المناسبة".
طلب كاريلي من خيمي لاحقا إحضار زوجته وطفليه من البرازيل، وقتها منحته الإدارة منزلا فاخرا في «كمباوند الهجرين» بمدينة جدة. بينما لم يتذمّر حينما استلم سيارته «كامري تويوتا». أيضا بدأ في التعرف على مترجمه اليمني عمر صالح، والذي نصحه لاحقا بتذوق المأكولات البرازيلية في مطعم «فوغو دي تشاو» الشهير.
قبل 24 ساعة من مباراة البرازيل والأرجنتين في جدة، أوقف كاريلي سيارته الاقتصادية في مواقف فندق «موفنبيك» المعروف، كي يلقي السلام على مواطنيه ويلتقط صورة مع النجم نيمار. وقبل أن يغادر الغرفة سأله عرابه وأستاذه، المدرب تيتي: ألا تود تدريب كورينثيانز وتتولى منصبي في المستقبل القريب؟.
رغم نتائج كاريلي الإيجابية، عمّت الفوضى النادي الأحمر، بعد خسارته غرفة الملابس بسبب شخصيته المهزوزة، إذ لم يكن يمانع سهر اللاعبين حتى الصباح، ويخاف من النقاش مع المهاجم العملاق فرناندو، كما يجامل أيضا مستويات أبناء جلدته مثل ريناتو سانشيز وأوجوستو سلمازو، فيما لا تعجبه طريقة لعب بعض اللاعبين الشباب.
قرع كاريلي منزل خيمي في «الزايدي» بمكة، دخل إلى مجلسه وتكلم باستحياء بقوله: أريد الرحيل. كان الموقف صعبا على الطرفين خاصة بعد تسريب الصحافة البرازيلية خبرا كاذبا بشأن تدريبه الهلال. في النهاية استقبله 40 ألف مشجع بمطار جوارولوس الدولي، بينما يبقى السؤال كيف سيكون موقفه مع عبدالإله المالكي بعد توقيعه مع الاتحاد؟.