باراغواي.. رائحة الفقر.. ومنتخب يبحث عن أمجاده
لم يمنع الفقر والمخدرات أطفال مدينة كاتيورا الباراغوانية، من الانضمام إلى مدرسة الأستاذ فافيو تشافيز لتعليم الموسيقى، والتي أسسها بالقرب من مستودع قمامة، هناك قاموا بتحويل النفايات إلى أدوات موسيقية، الأمر الذي دفع المخرجة أليخاندرا أماريا إلى إنتاج فيلم يوتيوبي عام 2012 أسمته «موسيقى مكبّ النفايات»، ومنذ ذلك الحين تعزف الفرقة مقطوعات موزارت وفيفالدي على أكبر مسارح العالم.
تقع باراغواي في قارة أمريكا الجنوبية، نظامها ديمقراطي وعاصمتها أسونسيون، لغتها الرسمية الإسبانية والغورانية، ومناخها رطبٌ حار، وهي دولة يابسة لا ماء حولها حيث تحيط بها بوليفيا والبرازيل والأرجنتين، و يعيش فيها أكثر من 70 ألف لبناني من أصل 7 ملايين نسمة أغلبهم من عرق خليط يدعى «مستيزو»، ويكفي أن رئيس دولتهم الحالي ماريو عبده بينيتز من أصول لبنانية، ومن النادر أن تجد فيها أفارقة وأوروبيين.
استنزفت الحروب العديد من شباب ورجال باراغواي، بالإضافة إلى خسارة البلاد العديد من الأراضي والممتلكات أثناء صراعها خلال «الحرب العظيمة» ضد الحلف الثلاثي المكوّن من أوروغواي والبرازيل والأرجنتين، وكان سبب النزاع بحسب ما قاله المؤرخين يعود إلى خلافات سياسية اقتصادية، انتهت بعد 6 سنوات بمقتل الرئيس الباراغواني في حرب شوارعية دموية عام 1870.
عاشت باراغواي جريحة لعقود طويلة، ولم تستطع انتخاب رئيسا إلا في مطلع عام 1993، بالرغم أنها كانت ذات يوم الجمهورية اللاتينية الأولى. بينما اليوم يعتبر اقتصادها هزيلا باعتماده الكلي على زراعة الشاي والبن والقطن والسكر والصويا، وتصدير لحوم البقر والخنزير، ومؤخرا بدأ العمل على إنتاج النفط وتطوير الصناعة بتسويق المنتجات التجميلية والصيدلانية.
على صعيد كرة القدم، يعتبر منتخب باراغواي من المنتخبات اللاتينية العريقة بوصوله كأس العالم 8 مرات، حيث شاركت فرقة «ألبيروخا» في أول نسخة لكأس العالم 1930، أما مشاركتها الأخيرة كانت بمونديال 2010 حين خسرت من إسبانيا بدور ربع النهائي، ويظلّ أبرز نجومها المهاجم الشهير المعتزل روكي سانتا كروز، والذي احترف في بايرن ميونيخ وبلاكبيرن ومانشستر سيتي وحاليا يعمل بالسياسة.
قبل أيام بثّت قناة «تيلي باسيفيكو» الكولومبية، فيلما وثائقيا، اعترف فيه مهاجم كولومبيا السابق فاوستينو أسبريا، بأنه أقنع قاتلا محترفا بعدم اغتيال حارس باراغواي خوسيه تشيلافيرت، إثر طردهما من مباراة بتصفيات مونديال 1998. وفي المقابلة قال أسبريا إن القاتل اتصل بغرفته في الفندق كي يأخذ إذنا بالقتل، ولكنه رد عليه: "هل جننت؟ لا يمكنك أن تفعل ذلك، ما يحدث بالملعب يبقى في الملعب".
رحّب الأوروغوياني فيكتور أيالا نجم النصر السابق، بوصول منتخب بلاده إلى الرياض قبيل منازلة السعودية وديا اليوم الثلاثاء، ولا تضمّ البعثة أي لاعب صاحب شهرة عالمية فائقة باستثناء مهاجم نيوكاسل ميغيل ألميرون، فيما يعتمد مدربهم إدواردو بيريزو في المقام الأول على قوة وصلابة الأداء الجماعي بجانب تنفيذ الهجمات المرتدة، ويحلم الضيوف بأول انتصار على المنتخب السعودي، بعد أن لعبا 3 مباريات انتهت بتعادلين وخسارة قبل 14 عاما في جدة بهدف أحرزه عبداللطيف الغنام.