إيميليانو فيشيو.. سمين موهوب.. من قوم روزاريو
وقف عند السياج الحديدي الذي يفصل السياح من الوقوع في نهر بارانا الشهير بمدينة روزاريو الأرجنتينية، كان موقعه بالتحديد على بعد 20 دقيقة بالسيارة من فندق «سيتي سنتر» الفاخر، والذي أقيم فيه حفل زواج النجم ليونيل ميسي من صديقته أنتونيلا روكوزو منتصف 2017.
قضى إيميليانو فيشيو الوقت وهو ينظر حوله، حتى وصلته مكالمة هاتفية من لويس سييرا مدرب فريق الاتحاد الذي بدأ الحديث قائلا: "عزيزي، أحتاج إلى خدماتك، كل الظروف مهيأة لتكرار ذكرياتنا مع فريق كولو كولو، أخبرني الرئيس أنه سيدفع قيمة الصفقة قريبا، نلتق قريبا في مانشستر".
ولد فيشيو في 16 نوفمبر 1988 بمدينة روزاريو، تلك المدينة التي ولد فيها السياسي الثوري تشي جيفارا، ويضرب بها المثل القائل «أسفل كل حجر في روزاريو يوجد لاعب»، وذلك باعتبار أن كرة القدم تجري في عروق المدينة، بجانب ولادة أبرز النجوم الأرجنتينيين هناك، مثل ميسي ودي ماريا وبيلسا وأيمار وماكسي رودريجيز وسكالوني الذي يدرب منتخب الأرجنتين حاليا..
امتدح خورخي سولاري مدرب السعودية بمونديال 1994، مدينة روزاريو بقوله: "إنها عاصمة الأرجنتين لكرة القدم"، فيما ربط بابلو آلافارسيس أستاذ علم الاجتماع في جامعة بوينس آيرس، بروز الأطفال هناك كرويا بمستوى التغذية الجيدة، باعتمادهم تناول اللحوم والحبوب، كما أُطلق عليها لقب «شيكاغو » كونها ذات طابع معماري فريد جذب مهاجري أوروبا مطلع القرن التاسع عشر.
اعتبر الأرجنتينيون إيميليانو فيشيو من أميز المواهب، عندما كان يلعب مع صديقه دي ماريا في شباب روزاريو سنترال، وفي 2008 خاض تجربة مع ريال مدريد انتهت بالفشل بسبب احتياجه لجواز سفر أوروبي، ويقال إن الإحباط دفعه لاحقا إلى مجال فنون القتال، مستفيدا من قوته الجسمانية في لعبة «الجوجيتسو».
بدأت نجاحات فيشيو في شتاء 2012، بعد أن طلب اسمه سييرا الذي كان يدرب وقتها يونيون إسبانيولا التشيلي، وسبب حدوث الصفقة بسيط كون الأرجنتيني بارع في ربط خطوط الفريق، ويمتلك قوة بدنية هائلة، ولديه جودة عالية في تمرير الكرة وافتكاكها، ولم تتوقف العلاقة بين الطرفين إذا عملا مجددا في كولو كولو 2015 وأهلي دبي 2018.
يعشق الأرجنتيني البالغ «31 عاما» الضحك والمزاح، وقبل سنوات وقع في ورطة بعدما طلب من سييرا الحصول على إجازة بسبب وفاة شقيقه، وأن عليه حضور مراسم العزاء في روزاريو، فيما بعد اكتشف الرجل التشيلي أن فيشيو كذب عليه وأقام احتفالا صاخبا في العاصمة التشيلية سنتياغو، بمناسبة مرور عامين على زواجه من حبيبته إيمي التي أنجب منها طفلين.
دفع رئيس الاتحاد أنمار الحائلي حوالي 700 ألف يورو، كي يتخلص إيميليانو من 6 أشهر في عقده مع نادي سانتوس البرازيلي، وحينما أعلن النادي عن الصفقة قبل شهر، انهالت انتقادات المشجعين عليه وقالوا عنه «لاعب سمين» و«لاعب صالات»، كون وزنه 86 كجم وطوله 1.77 متر، ولكن النظرة اختلفت بعد فوز بجائزة أفضل لاعب في مباراة ذوب آهن.