البريكي.. عبقري الملفات المعقدة
يقولون عنه رجل ذكي للغاية، يجيد فن المفاوضات ويتعامل مع كل شخص بحسب طباعه ومكانته، كما أن لسانه المعسول جعل منه شخصية محبوبة تتوافق مع طريقته الدبلوماسية في إدارة العمل، بالإضافة إلى أنه رجل براجماتي وعملي لا يكلّ ولا يملّ مهما كانت الضغوطات.
يعتبر أحمد البريكي المدير التنفيذي بنادي النصر، أكثر مسؤول رياضي تداولت أخباره وسائل الإعلام السعودي، خاصة مع مطلع العام الحالي 2019، والسبب لا يعود إلى أخذه كافة الملفات من على المكاتب الصفراء في حي العريجاء إلى منزل الرئيس سعود السويلم، بل لكون قناعاته الإدارية لم تتوافق مع وجهة نظر أسطورة الفريق ورمزه ماجد عبدالله.
مارس البريكي لعبة كرة القدم في نادي الشباب حينما كان عمره لا يتجاوز 16 عاماً، فيما ترك اللعب بعد فترة استمرت عاماً كاملاً، وغادر المستطيل الأخضر بهدف إكمال الدراسة الثانوية، ثم درس الهندسة في الرياض، ولاحقاً عمل في مجموعة الفيصلية الشهيرة، ثم قرر تأسيس شركة رياضية متخصصة في تطوير المجالين الفني والإداري.
سمع الناس بالرجل الطموح الشاب، بعد أن عمل برفقة أحمد عيد الرئيس السابق لاتحاد كرة القدم، آنذاك كان يعمل على مشاريع خاصة تتعلق بالرئيس تحت غطاء "المكتب المساند" كما يعرف في علم الإدارة، بينما في 2017 عُيّن البريكي مديراً تنفيذياً لدوري الدرجة الأولى، وبعد بضعة شهور من استلامه المهمة، اعترف لصحيفة الشرق الأوسط بأن المسابقة المتدنية تعاني من مشاكل مادية ونفسية.
في نفس العام عرض عليه الشبابيون مقعداً إدارياً في مجلس إدارة الرئيس السابق أحمد العقيل، ولكنه أشار في مقابلة تلفزيونية إلى ابتعاده عن النادي الأبيض بسبب اختلاف في وجهات النظر حول آلية العمل، وبعد استقالته انضم إلى فريق سلمان المالك الذي ترأس النصر بعد خسارته انتخابات اتحاد القدم لصالح عادل عزت.
غضب النصراويون من دخوله إلى ناديهم بحجة أنه مشجع هلالي، ولكن السويلم كما يطلق عليه أنصاره لقب الشامخ، راهن على البريكي ودعمه بقوة حتى بعد تغريدة ماجد الغاضبة إثر منع صديقه يوسف خميس من دخول التدريبات، والتي تزامنت مع مشكلة المدافع خالد الغامدي، وحتى بعد أن أوقف لمدة 3 شهور بسبب قضية علي النمر، استمرت العلاقة في التصاعد بين الرئيس والمدير التنفيذي.
في حديثه الأخير لصحيفة الرياضية، قال إن الإدارة تعمل بصدد تجهيز مستقبل بطل الدوري الموسم المقبل، مؤكدا أن أوضاع أصفر الرياض مغرية لكل مرشح ينوي رئاسة النادي، فيما شدد على دعم أمير هيئة الرياضة خلال الفترة الحرجة الحالية، ويبقى السؤال ما إذا كنا سنشاهد البريكي في النصر مجددا أم في منصب رياضي آخر، خاصة بعد ترشّح صالح الأطرم ونصر النصر؟.