كيف نجا المدربون الخمسة من الإقالة في الدوري السعودي؟
تلقى الأرجنتيني بابلو جويدي خبر إقالته من منصبه، قبل ساعة واحدة من انطلاقة مران الثلاثاء بالنادي الأهلي، فيما جاء سقوط المدرب الشاب الذي يعتبر أحد تلاميذ المدرب العبقري مارسيلو بيلسا، متوقعا وغير مفاجئ، رغم فوزه بنقاط الباطن على ملعبه شمال السعودية.
وجاء تساقط المدربين في الدوري السعودي، على غرار سقوط أحجار الدومينو، حيث غادر 13 مدربا اللعبة تباعا مع نهاية الجولة الثامنة عشر، وكانت تبريرات بعض المسؤولين مقنعة، مثل خسارة الأرجنتيني دياز لوظيفته في الاتحاد بسبب النتائج، وبعضها غيرمفهوم مثل إقالة الهلال لمدربه البرتغالي جيسوس، بعد أن ساعده على تصدّر المسابقة.
5 مدربين فقط نجحوا في المحافظة على وظائفهم، خلال الأشهر الستة الأخيرة، أولهم مدرب الشباب الروماني ماريوس سوموديكا، ومواطنه دانيال إيسايلا مدرب الحزم، والألباني بيسنيك هاسي مدرب الرائد، والبرتغالي بيدرو إيمانويل مدرب التعاون، وأخيرا المدرب التونسي المعروف فتحي الجبال الذي يدرب الفتح منذ قرابة العامين.
ويعود سبب صمود سوموديكا في الرياض، إلى تواجد الشباب في المركز الثالث خلف الهلال والنصر، بينما اعترف الروماني لصحيفة "DigiSport"، بأنه يحظى بعلاقة رائعة مع المشجعين، وقبل يومين قارن صاحب الـ48 عاما قوة وصلاة فريقه الأبيض، بفريق باريس سان جرمان الفرنسي، نظرا لأن الجميع بات يحترمه، بينما يصف المتابعون الروماني بالرجل المثير والحماسي وغريب الأطوار أحيانا.
يشعر إيسايلا بتقدير كبير من أهالي الرس، بعد أن ابتعد بفريق الحزم قليلا عن الهبوط، ويعترف الرئيس عبدالله المقحم بأن طموحات النادي تتوافق مع المدرب الروماني الذي تمكن من الفوز على الهلال والقادسية والفيصلي، وفي المقابل منحته الرابطة جائزة أفضل مدرب مرتين، بينما يتذكر النصراويون مقارنته نجمهم المغربي أمرابط بكريستيانو رونالدو.
وسألت صحيفة "Sporza" المدرب الألباني هاسي، عن سبب تركه أوروبا وقبوله عرض الرائد، وكانت إجابته آنذاك برغبته في تحدّ جديد بمنطقة جديدة، وفعلا دخل الأربعيني قلوب المشجعين بتطويره مستوى الفريق، وهزيمته التعاون بخطة هجومية محكمة، كما أن جميع اللاعبين يحترمونه، بدليل موافقتهم على سحبه هواتفهم أثناء رحلة برية سابقة.
وانقسم التعاونيون حول مدربهم البرتغالي، بعضهم يطالب بإقالته والآخرون يطالبون بتجديد عقده، ولكن الإدارة الصفراء مقتنعة بأفكار إيمانويل الذي يستمع لكافة الآراء، ويسير بالفريق على نهج سلفه غوميز، بينما يتعامل مع لاعبيه بحب ولطف كبيرين، ولقيت دعوته الفريق إلى وجبة عشاء، قبل بضعة أسابيع، استحسان وتقدير الجميع.
بعد عودته إلى الأحساء في أكتوبر 2016، تعلّم مسؤولي نادي الفتح درسا قاسيا، وهو أن بقاء فتحي الجبال يعني بقاء الفريق في الدوري الممتاز، إذ أوشك الفريق سابقا على الهبوط مع 3 مدربين بعد إقالته، ورغم تأخر موقع الفريق بجدول الترتيب حاليا، إلا أن المدرب التونسي يتعامل مع المباريات بذكاء وواقعية، فضلا عن اهتمامه بلاعبيه خارج الملعب قبل داخله.