قصص ومسيرة نجوم بارزين ودعوا الملاعب.. واختاروا وجهات مختلفة
الكبار.. ما بعد الاعتزال
نسلط الضوء في هذه السلسلة على بعض اللاعبين المعتزلين من نجوم الزمن الجميل، الذين سطروا إبداعاتهم ونثروا المتعة على المستطيل الأخضر في فترات سابقة سواء مع أنديتهم أو مع منتخباتهم بمختلف الجنسيات. أين اتجهوا بعد الاعتزال؟ بعضهم اتجه إلى عالم التدريب، بينما اتجه آخرون للاستديوهات التحليلية.. وسخر آخرون أنفسهم للأعمال والمبادرات الخيرية، ومنهم من استثمر كل الأموال التي جناها طيلة مسيرته ودخل عالم التجارة والاستثمار من أوسع الأبواب، بينما أهدر بعضهم كل ما يملك واحترق تحت خط الفقر.
أموكاشي.. رحلة التجارب المتعثرة
لا يمكن أن نستذكر مونديال 94 في أمريكا دون استرجاع رقصة أموكاشي الشهيرة مع منتخب النسور النيجيري، دانييل كان أحد أبرز وأهم الأفراد في كتيبة ضمت العديد من النجوم الذين قدموا الكثير للكرة النيجيرية فترة التسعينيات، على رأسهم الراحل رشيدي يكيني وأوكوتشا والبقية. بعد اعتزاله في 2005 اتجه إلى عالم التدريب، وقاد الدفة الفنية لنادي ناسروا النيجيري، وفي عام 2007 كان من ضمن الطاقم التدريبي لمنتخب بلاده، وفي 2008 تم تعيين أموكاشي مدربًا لنادي أنيمبا النيجيري، لكنَّ تجربته لم تكن موفقة، ليستعين به بعد ذلك ستفن كيتشي، مدرب منتخب نيجيريا، ليكون مساعدًا له، ومكث في منصبه 6 أعوام، في 2014 قاد دانييل دفة المنتخب بشكل مؤقت قبل أن يستقيل من منصبه، بعدها تلقى عرضًا من نادي إيفاني النيجيري، ليكمل مسلسل التجارب التدريبية المتعثرة بإقالته، وفي 2016 غيّر أموكاشي البوصلة وعاد إلى أوروبا بعد تلقيه عرضًا من نادي هيراكليس الفنلندي وما زال مدربا للفريق حتى الآن.
ريكوبا.. من «المعشب» إلى الشاطئ
لا تستطيع أن تشاهد كرة يسارية لافة تستقر في الشباك دون أن يمر عليك طيف ألفارو ريكوبا.
هذا الجناح الأوروجوياني سطر أجمل اللوحات مع النيراتزوري ومع منتخب بلاده، ألفارو كان متميزًا في الكرات الثابتة التي كان ينفذها بطريقته الخاصة.
اعتزل ريكوبا في 2015، وهو على مشارف الـ 40 مع نادي ناسيونال الأوروجوياني، لكنَّ عشقه وتعلقه بالمستديرة أرغمه على الاستمرار، ولكنَّ هذه المرة كانت فوق الكثبان الرملية بعيدًا عن المستطيل الأخضر.
وذلك بعدما مثّل منتخب الأوروجواي للكرة الشاطئية في 2016، لكنه ترك المنتخب في 2017 ليتفرغ بعد ذلك لإدارة مجموعة من المطاعم والمقاهي الصغيرة التي يملكها في أكثر من مدينة في مسقط رأسه الأوروجواي، إضافة إلى عمله محللاً في بعض القنوات المحلية والعالمية.
ماكيليلي..المحطة البلجيكية
عانى نادي ريال مدريد كثيرًا بعد رحيل لاعب بقيمة وإمكانات الفرنسي كلود ماكيليلي، كيف لا وهو صنف كأحد أفضل لاعبي الارتكاز في القارة العجوز في الـ 20 عامًا الأخيرة حسب رأي أغلب النقاد ونجوم الكرة القدامى، كان كلود يتمتع بلياقة بدنية عالية ويفتك الكرات من الخصوم بسلاسة، كان العمود الفقري والقلب النابض لكل الأندية التي ارتدى شعارها في فترات سابقة.
فارق ماكيليلي الكرة في 2011، وكان النادي الباريسي هو آخر محطاته، وفي 2013 حضر كلود ضمن الطاقم المساعد لكارلو أنشيلوتي في نادي باريس سان جيرمان، ليقود بعدها تدريب نادي باستيا الفرنسي في 2014 لكنَّ تجربته لم تكلل بالنجاح وأقيل من منصبه.
في 2017 تم تعيين ماكيليلي كمساعد للمدرب بول كليمنت في نادي سوانزي الويلزي، الذي كان آنذاك في الدوري الإنجليزي الممتاز، وفي آواخر العام نفسه تنحى ماكيليلي من مهمته، واتجه إلى بلجيكا ليقود نادي يوبين في الدوري الممتاز، الذي احتل معه المركز الـ 11 بعد مرور 14 جولة.
كارلوس فالديراما..التحكيم يبعده عن الملاعب
يعد الكثير من الكولومبيين كارلوس فالديراما أيقونة لبلادهم، قصة شعره، أداؤه الاستثنائي داخل العشب، تواضعه وبساطته، كل تلك العوامل جعلت منه النجم الجماهيري الأول حتى بعد ظهور أسماء بارزة أخيرًا مثل فالكاو وخيميس.
ودع كارلوس الكرة في 2002، بعدها تفرغ لبعض مشاريعه التجارية الصغيرة في العاصمة الكولومبية بوجوتا، وفي 2007 دخل فالديراما عالم التدريب، وعمل كمساعد مدرب في أتلتيكو جونيور الكولومبي ناديه السابق، لكنه استقال من منصبه بعدما دخل في صدامات قوية مع لجنة الحكام في الدوري الكولومبي على خلفية اتهامه بالرشوة لأحد الحكام، وتحدث إلى إحدى القنوات الكولومبية أن التحكيم في كولومبيا يحتضر. وفي 2009 عاد فالديراما إلى الولايات المتحدة ليعمل مدربًا لأكاديمية كليرووتر جالاكتيكس في ولاية فلوريدا، لكنه ترك عمله بعد مشكلات مالية واجهت القائمين على الأكاديمية، ليعود إلى مسقط رأسه ويتفرغ من جديد لأعماله ومشاركاته في بعض المبادرات الخيرية، إضافة إلى اختياره من قبل “فيفا” ممثلاً لبلاده في المحافل الدولية.
أوين.. رجل أعمال بامتياز
تسلّم مايكل الكرة من منتصف الملعب.. انطلق بسرعة الصاروخ.. راوغ لاعب واثنين وثلاثة ليسجل بعدها أحد أجمل أهداف مونديال 98 في فرنسا في مرمى المنتخب الأرجنتيني، كان مايكل وقتها لم يتجاوز الـ 18 من عمره، لكنَّ ذلك الهدف ظل عالقًا في أذهان كل متابعي كرة القدم وكل من عاصر تلك الفترة.
بعد مسيرة مزقت الإصابات معظمها اعتزل مايكل أوين في 2015 مع نادي ستوك، وقرر بعد ذلك أن يقتحم مجال التجارة ويضخ كل ما يملك في العديد من الاستثمارات، أوين حاليًا يملك معرضًا صغيرًا للسيارات في إنجلترا وطائرة مروحية خاصة، إضافة إلى إسطبل كبير من الخيول الأصيلة التي فاز أحدها في سباق رويال سكوب العالمي، وأيضًا مستثمر في عدة مشاريع عقارية في أمريكا ودبي، إضافة إلى عمله محلل في قنوات “سكاي” و”بي تي” البريطانية، كما شارك في أعمال تلفزيونية وسينمائية.
بيركامب.. عودة إلى البيت الأول
عندما نتحدث عن أساطير الكرة الهولندية فلا بد من أن يكون دينيس بيركامب أحدهم، هذا اللاعب الذي طالما أبهرنا بأهدافه السينمائية وتحكمه المذهل بالكرة وتمريراته الساحرة سواء مع القانرز أو منتخب بلاده، دينيس يعاني من فوبيا الطيران “إير فوبيا”، ودائمًا ما كان يفضل البر على الجو، لكنه حتما لم يكن كذلك على المستطيل الأخضر.
اعتزل بيركامب الكرة في آواخر 2006، وحصل في 2008 على رخصة تدريبية مكنته من قيادة الفئات السنية لناديه الأم أياكس، واستمر في هذا المنصب حتى 2011، ليتم بعدها تعيينه كمساعد مدرب في الفريق الأول وبقي في عمله كمساعد حتى تمت إقالته في 2017، ليتوجه بعدها للاستديوهات التحليلية وتنقل بين أكثر من قناة هولندية وبريطانية، إضافة إلى توليه منصبًا إداريًّا للاتحاد الهولندي لكرة القدم.