جدران ملوّنة وتماثيل مفزعة وبضائع نادرة، تتزامن مع صيحات الباعة الذين يحاولون إقناعك بشراء أعشاب وبهارات وخلطات طبيعية تساعدك على علاج الأمراض ودرء الأرواح الشريرة، وكل تلك العروض من أجل شراء السائح لهدية قبل مغادرة مدينة لاباز البوليفية حيث كتب على اللافتة في مدخل السوق: أهلا بك في سوق السحرة.

يبلغ عدد سكان بوليفيا 10 ملايين نسمة، وتعتبر سوكري عاصمتها الرسمية، وتنحدر أصول نصف المواطنين من الهنود الحمر، وتعتبر البلد واحدة من أفقر بلدان أميركا الجنوبية رغم أنها أكبر منتج قصدير حول العالم بجانب تصديرها لكل من النفط والذهب والقطن والكاكاو والبهارات والأرز.

احتل الإسبان البلد الأميركي الجنوبي ما يزيد عن 3 قرون، حتى تمكن القائد العسكري سيمون بوليفار من تحريرها عام 1825، وتمت تسمية البلد على اسمه وأعيد ترسيم الحدود مجددا بينها وبين البرازيل وبيرو وباراغواي وتشيلي والأرجنتين، بينما يعتبر إسماعيل عقيلي أقدم مهاجر مسلم سافر إليها فرارا من الاجتياح الصهيوني للأراضي الفلسطينية قبل 100 عام.

يعشق البوليفيون مهرجان الـ"تينكو" الشهير، حيث يتصارع الشبان هناك لمدة يومين أو ثلاثة أيام، وتحتد المنافسة بينهم في المهرجان إذا حان موعد الموسيقى والرقص؛ طمعا في نيل إعجاب إحدى الفتيات الحسناوات، وتختلف تعابير الناس العاطفية أثناء الاحتفالية باختلاف ثقافتهم الجغرافية من أعلى جبال الأنديز الباردة إلى أسفل منخفضات الأمازون الحارة.

في بوليفيا يتصارع النساء على حلبة حقيقية، فنجوم لعبة المصارعة الحرة أغلبهم من الهنود الحمر القادمين من مدينة "إل ألتو" ثان أكبر مدينة بوليفية، والعرض عبارة عن قتال حقيقي واستعراضي لشخصيتين تمثّلان الخير والشر وسط تشجيع جماهيري يصل إلى إلى 500 متفرج، وفي النهاية تنتصر إحداهن مقابل رضوض خفيفة أو إعاقة دائمة.

يحبّ الرئيس البوليفي إيفو موراليس، لعبة كرة القدم بشكل جنوني، حيث اتفق قبل 6 أشهر مع فلورنتينو بيريز رئيس نادي ريال مدريد الإسباني، على فتح المزيد من المدارس الكروية في أرجاء بوليفيا، ولعلّ أبرز مواقف الرئيس السياسية حينما وصف نظيره الأميركي دونالد ترمب بأنه عدو للبشرية.

تعتبر كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى في البلد اللاتيني الفخور بهزيمة الأرجنتين 6-1 في حضور ليونيل ميسي أثناء التصفيات المونديالية عام 2009، ولكن السكان يلعبون الكرة في ملاعب كرة سلة، إذ يحضرون عوارض مرمى صغيرة وينقسمون إلى فريقين كل واحد منهما مكوّن من 5 لاعبين، ويطلقون عليها اسم "فولبيتو".

3 لاعبين تعرفهم السعودية قبل مواجهة بوليفيا الليلة في الرياض، أولهم جوليو سيزار لاعب النصر السابق، ورنالد رالديس مدافع الهلال الأسبق، ومهاجم الحزم جلبرت ألفاريز، وتعود أولى الذكريات بين المنتخبين حينما لعبا في مدينة كان الفرنسية مباراة ودية قبل خوضهما نهائي كأس العالم 1994، يومها انتصرت كتيبة اللافيردي بهدف أحرزه النجم أروين سانشيز.