5 أعوام.. الهيمنة الإسبانية مستمرة
حقق ريال مدريد في مايو الماضي لقبه الثالث على التوالي في دوري الأبطال، في إنجاز لم تعرفه البطولة الأوروبية الأغلى منذ سبعينيات القرن الماضي، وأكّد النادي الملكي بإنجازه الهيمنة المطلقة لأندية إسبانيا على القارة العجوز في الأعوام الأخيرة بدعم من برشلونة وإشبيلية وأتلتيكو مدريد. وتأتي حقبة السيطرة الإسبانية بعد حقبات مماثلة لعدد من الدوريات الأخرى التي تحكّمت بصراع دوري الأبطال والدوري الأوروبي لأعوام متتالية، حيث عرفت أندية إيطاليا جيلها الذهبي مطلع التسعينيات، بعد أن لعب ليفربول دور العميد في الهيمنة الإنجليزية بين 1976 و1984، إضافة إلى أعوام العز التي كتبتها أندية هولندا وألمانيا قبل ذلك.
- السيطرة الإسبانية: 2014 ـ 2018
سيطر ريال مدريد بشكل كامل على صراع دوري أبطال أوروبا في أعوامه الأولى، وتُوّج بالألقاب الـ 5 الافتتاحية بين 1956 و 196 في عهد من الهيمنة التامة، قبل أن يتخلى عن عرشه في العام التالي لبنفيكا البرتغالي. ولم تعرف أندية إسبانيا سيطرة مماثلة في أعوام متتالية حتى الأعوام الـ 5 الأخيرة، والتي شهدت فوزها بـ 5 ألقاب في دوري الأبطال "4 لريال مدريد ولقب لبرشلونة"، إضافة إلى 4 ألقاب في الدوري الأوروبي "3 لإشبيلية ولقب لأتلتيكو مدريد"، في الوقت الذي كان فيه مانشستر يونايتد البطل الوحيد من خارج إسبانيا خلال هذه الفترة، وذلك بعد فوزه بلقب الدوري الأوروبي عام 2017. وعزّزت هذه الهيمنة صدارة الدوري الإسباني لقائمة أكثر الدوريات تتويجاً بلقبيْ دوري الأبطال والدوري الأوروبي عبر التاريخ، حيث رفعت أندية الليجا عدد ألقابها إلى 29 لقب، لتتفوق بفارق 8 ألقاب على أندية إيطاليا.
- السيطرة الإيطالية: 1989 ـ 1996
عرفت كرة القدم الإيطالية فترة ذهبية على صعيد الأندية في تسعينيات القرن الماضي، وبدأت معالمها مع فوز نابولي بلقب الدوري الأوروبي عام 1989، وفوز ميلان مع مدربه الأسطوري أريجو ساكي بلقب دوري الأبطال عاميْ 1989 و1990. واستمرت سيطرة أندية إيطاليا على المسابقات الأوروبية حتى العام 1996، لا سيما في الدوري الأوروبي مع 5 ألقاب إضافية توزعت على يوفنتوس والإنتر وبارما. وعلى صعيد دوري الأبطال، استعاد ميلان لقبه عام 1994 بعد اكتساحه لبرشلونة برباعية نظيفة بقيادة فابيو كابيللو المدرب، قبل أن يصعد يوفنتوس إلى منصة الشامبيونز عام 1996 بعد الفوز على أياكس بركلات الترجيح. وبعيداً عن هذه الفترة الذهبية، حققت أندية إيطاليا لقب دوري أبطال أوروبا في 3 مرات متتالية بين عامي 1963 و 196، بواقع لقب لميلان ولقبين للإنتر.
- السيطرة الألمانية: 1974 ـ 1976
عاشت كرة القدم الألمانية فترة قصيرة من السيطرة على مسابقات القارة العجوز، واقترنت هذه السيطرة بالجيل الذهبي لبايرن ميونيخ في منتصف السبعينيات، حيث تُوّج النادي البافاري بلقب دوري أبطال أوروبا لـ 3 مرات متتالية بين عاميْ 1974 و1976. وبدوره، عرف نادي بروسيا مونشنجلادباخ جيله الذهبي الخاص في الفترة نفسها، حيث حصد ذهبية الدوري الأوروبي عام 1975 بعد الفوز على تفينتي الهولندي بنتيجة 5ـ1، علماً أنه خسر المباراة النهائية للبطولة نفسها عام 1973. وبعيداً عن دوري الأبطال والدوري الأوروبي، حقق نادي ماجديبورج المغمور مفاجأة من العيار الثقيل عندما تُوّج عام 1974 بلقب كأس أبطال الكؤوس بعد تغلبه على ميلان في المباراة النهائية بهدفين دون رد، علماً أن هذا النادي لم يُتوّج بأي لقب في البوندسليجا أو كأس ألمانيا طوال تاريخه، وأنّه كان يلعب في مصاف أندية الدرجة الثالثة في الموسم الماضي.
- السيطرة الإنجليزية: 1976 ـ 1984
حققت الأندية الإنجليزية رقماً قياسياً من الألقاب المتتالية في مسابقة دوري أبطال أوروبا، حيث رفعت الكأس ذات الأذنين 6 مرات في الفترة ما بين 1977 و1982، قبل أن تضيف لقباً سابعاً عام 1984 بعدما خطف نادي هامبورج الألماني اللقب عام 1983. وعرفت أندية البريمييرليج نجاحات أخرى على صعيد الدوري الأوروبي في هذه الفترة، مع 3 ألقاب توزعت على ليفربول وإبسويتش تاون وتوتنهام. وكان ليفربول عميد الأندية الإنجليزية في هذه الحقبة الذهبية مع فوزه بـ 5 ألقاب بين البطولتيْن، في الوقت الذي لعب فيه نوتينجهام فورست دور الحصان الأسود مع فوزه بلقب الشامبيونز مرتين متتاليتيْن، أي أكثر من عدد مرات فوزه بلقب الدوري الإنجليزي. وغابت أندية إنجلترا بشكل كامل عن المنصات الأوروبية بعد هذه الحقبة، إلى أن تُوّج مانشستر يونايتد بلقب دوري الأبطال عام 1999.
- السيطرة الهولندية: 1970 ـ 1974
فتح النجم الهولندي الراحل يوهان كرويف طريق نادي أياكس نحو الهيمنة الأوروبية مطلع سبعينيات القرن الماضي، حيث قاد فريقه نحو الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا أعوام 1971 و 1972 و 1973، بعد انتصارات على باناثينايكوس اليوناني وإنترميلان ويوفنتوس على التوالي في المباريات النهائية. وبدأ عهد الهيمنة الهولندية مع نادي فينورد روتردام الذي حقق اللقب الأول لهولندا في مسابقة الشامبيونز عام 1970، إلى أن انتهت هذه الحقبة مع الفريق نفسه عندما حقق لهولندا لقبها الأول أيضاً في مسابقة الدوري الأوروبي عام 1974. وانتهت مرحلة السيطرة الهولندية إلى غير رجعة مع تراجع مستوى أنديتها مقارنة ببقية الدوريات في أوروبا، حيث حققت أندية هولندا آخر ألقابها الأوروبية عام 2002 مع فوز فينورد بلقب الدوري الأوروبي.