من أتليتكو إلى فرنسا.. سيميوني يحكم اللعبة
حقق المنتخب الفرنسي بطولة كأس العالم 2018 والتي أقيمت في روسيا، بعد نجاحه في الفوز على كرواتيا بنتيجة أربعة أهداف مقابل هدفين، وقدم الديوك مباريات تكتيكية موفقة طوال النسخة، من خلال إقصاء الأرجنتين والأوروجواي وبلجيكا في أدوار خروج المغلوب، قبل انتصارهم على رفاق مودريتش في النهائي، بعد شوط أول متوازن، وشوط ثان شهد تفوقًا ملحوظًا لمبابي ورفاقه.
ورغم تمتع فرنسا بفريق مهاري، وتواجد عدد كبير من النجوم في التشكيلة والدكة، إلا أن ديديه ديشامب لجأ إلى الشق الدفاعي أولاً، بإغلاق المناطق نحو مرماه، وتقليل الفراغات بين الخطوط، والاعتماد على المرتدات الخاطفة والتحولات السريعة، مع ميزة الكرات الثابتة التي أعطته التفوق ضد أوروجواي ثم بلجيكا، وهذا ما كرره في النهائي أمام كرواتيا، لتنجح الخطة وتثبت الكرة الدفاعية علو كعبها بالسنوات الأخيرة.
هناك اختلافات كبيرة بين سيميوني وديشامب، لكن ذهبت الصحافة الفرنسية إلى مقارنة مثيرة بين الثنائي، لتشير إلى تأثر طريقة لعب فرنسا بما يحدث في أتليتكو مدريد، من خلال أسلوب لعب قائم على رد الفعل، مع الابتعاد عن المبادرة والاستحواذ وفتح الملعب.
وعلى المستوى التكتيكي، لعب ديشامب بخطة 4-2-3-1 لكنها تحولت بوضوح إلى 4-1-3-2 في تفاصيل عديدة، بعودة جريزمان إلى المنتصف، وصعود مبابي بجوار جيرو، وكأنها مشتقة من خطة لعب 4-4-2 لدييجو سيميوني.
الجدير بالذكر، أن أتليتكو لا يملك نصف مهارات منتخب فرنسا، لذلك خسر بعض البطولات بسبب نقص الجانب التقني هجوميًا، والدليل نهائي ميلانو الشهير في 2016 أمام الريال، كذلك خروجه المبكر من دوري الأبطال الموسم الماضي، لكنه عاد بقوة ليحقق الدوري الأوروبي، وينافس برشلونة بقوة في الليجا، نتيجة الإدارة الخططية المحكمة من جانب دييجو سيميوني، وتأثيره الإيجابي على لاعبيه داخل الملعب.
ويبدو أن ديديه ديشامب استلهم الفكرة، حتى وإن اختلف مع غيره في التنفيذ، أو طريقة اللعب نفسها، لأن فرنسا آمنت بالكرة الدفاعية خلال مونديال روسيا، ولم تفتح خطوطها أبدًا بعد مباريات المجموعات، لدرجة خروج هازارد نجم بلجيكا للإعلام، وانتقاده لخطة الديوك وتحفظهم في لقاء الفريقين، لكن في النهاية حققت فرنسا المراد، وحصدت كأس العالم للمرة الثانية في تاريخها.