رونالدو يعيد الحياة إلى «جنة كرة القدم»
لا يلبث عشاق كرة القدم الإيطالية عن التغني بأمجاد الماضي وذكرياته وسطوة الكالتشيو على الدوريات العالمية في حقبة الثمانينات والتسعينات الميلادية، عندما كان الدوري الإيطالي هو الجنة الموعودة للاعبي كرة القدم، التي يحلمون أن تحقق أحلامهم بأن تطأها أقدامهم وتمثيل أحد أنديتها العملاقة التي كانت تضم نخبة نجوم الساحرة المستديرة.
في الماضي أن تلعب في ميلان باستن وخوليت وريكارد، فهذا حلم، وأن ترتدي قميص إنتر رونالدو وباجيو وزامورنو فهذه أمنية، وأن تشارك الأسطورة دييغو مادرونا ذات غرفة تغير الملابس في نابولي فهذا المنتهى في كرة القدم.
جنة كرة القدم كما يصفها محبوها تحولت في العقد الماضي إلى جحيم بالنسبة لعشاقها، الذين باتوا يبكون على أطلالها بعد أن عصفت بها الفضائح والرشاوي وباتت أندية الكالتشيو تغيب عن المشهد الأرووبي الذي سيطرت عليه في عقود ماضية، وسلمت المشعل إلى أندية إسبانيا وإنجلترا التي باتت هي المسيطرة على البطولات الأوروبية، وتضم صفوفها صفوة لاعبي المستديرة، في حيت باتت أندية بلاد الطليان تتنافس على رجيع اللاعبين بعد أن كانت هي من تضم نخبتهم.
في تورينو أمس الأحد استقبل مئات من مشجعي يوفنتوس اللاعب البرتغالي كريستيانو رونالدو المنضم حديثا إلى السيدة العجوز في صفقة تعد خامس أغلى صفقة في تاريخ كرة القدم، مناصرو اليوفي رحبوا بالبرتغالي وهتفوا مرددين:" اجلب لنا لقب دوري الأبطال" ويأمل محبو اليوفي في أن يقوده رونالدو للتتويج بالبطولة الأوروبية، حيث يحمل يوفنتوس الرقم القياسي من حيث عدد مرات الفوز بلقب الدوري الإيطالي، وفاز باللقب سبع مرات متتالية، ويأمل يوفنتوس بوجود رونالدو مع الفريق أن يكمل الحلقة المفقودة لإضافة لقب البطولة الأوروبية إلى لقبيه السابقين في 1985 و1996.
انتقال رونالدو إلى عملاق تورينو يعيد للأذهان الأساطير الذين انضمو لـ"الكالتشيو" وصنعوا متعته وشهرته يتقدمهم الأسطورة الأرجنتينية دييغو مارادونا، والصخرة الألمانية لوثر ماتيوس، وثلاثي الرعب الهولندي فان باستن وخوليت وريكارد، والظاهرة رونالدو، والمهاجم الخطير باتيستوتا، والكبير زيدان، والأنيق نيدفيد، والمشاغب أدغار ديفدز، والهداف شيفتشينكو، وغيرهم من النجوم، العالميين ويوحي إلى أن "جنة كرة القدم" بدأت في إستعادة عافيتها.