شعار وسط فرنسا.. الدفاع خير وسيلة للهجوم
وصلت فرنسا إلى نهائي المونديال بعد الفوز على بلجيكا بهدف نظيف، ويرشح الكثيرون منتخب الديوك للظفر بالبطولة، نظرا لما أظهره من ثبات خططي مؤخرا، ولامتلاكه عدد كبير من المواهب المميزة، أمثال مبابي، جريزمان، وبول بوجبا، لكن الشيء اللافت للانتباه حقا في كتيبة ديشامب، يتعلق بالتأمين الدفاعي الصارم، والالتزام الخططي في مختلف الأماكن داخل الملعب، سواء عند الاستحواذ أو الدفاع.
سجل أومتيتي هدف الفوز أمام بلجيكا، ونجح فاران في تخفيف الضغط ضد أوروجواي برأسية قاتلة، ليتألق قلبا الدفاع في التسجيل، مع خطف مبابي الكاميرات بلمساته الساحرة، كذلك قيمة جريزمان هجوميا، لكن كل هذا لم يكن يتم دون قوة الوسط.
ورغم تمتع بوجبا بمهارات كبيرة على مستوى الهجوم، إلا أنه قدم بطولة مثالية في الشق الجماعي، بالعودة إلى نصف ملعبه لمساندة الارتكاز، ورقابة نجم الفريق الآخر وجها لوجه، كما حدث أمام بلجيكا في النصف، حيث ترك نجم مانشستر يونايتد الاستعراض، وفضل مصلحة فريقه قبل أي شيء، ليقلل من خطورة فيلايني بالهواء، ويقترب من هازارد كلما استلم الكرة، ليكون بمثابة حائط الصد الأول أمام رباعي الخلف.
كانتي أيضا قام بدور محوري في افتكاك الكرات، وضبطه التحولات أثناء الارتداد من الأمام للخلف، مع نجاحه في مهام الجندي المجهول، بمساندة زملائه في الدفاع، وتغطية أكبر قدر ممكن من المساحات، حتى يحصل نجوم الثلث الهجومي على الحرية الكاملة بالثلث الأخير، في إعادة واضحة لدوره الرائع مع تشيلسي وليستر من قبل بالبريمرليج.
أما بليز ماتويدي فاستحق إشادة كبيرة من ديشامب، بعد لعبه كنصف لاعب وسط ونصف جناح، أثناء التحول من 4-3-3 إلى 4-2-3-1 حسب سير المباريات. وكانت مهمة لاعب يوفنتوس منع نجم الفريق المقابل من لمس الكرة كثيرا، فعلها أمام ميسي في مباراة الأرجنتين، وكررها ضد دي بروين بلجيكا، ليتضاعف دوره التكتيكي من دون الكرة، بتحركاته ومجهوده وركضه المستمر، لتصل فرنسا إلى المباراة النهائية، مع شعار واحد فقط، الدفاع خير وسيلة للهجوم.