منتخب السويد.. الحصان الأسود في روسيا 2018
وصل المنتخب السويدي إلى ربع نهائي كأس العالم، بعد تحقيقه فوزاً ثميناً على حساب سويسرا، ضمن مواجهات دور الـ16 من المونديال الروسي، وقدم الفريق مستوى مميز للغاية خلال البطولة، مع خسارته في مباراة واحدة فقط، ضد ألمانيا في الوقت المحتسب بدل الضائع، وتعتبر مسيرة الفريق مثالية خلال الفترة الماضية، بعد وصوله إلى روسيا على حساب إيطاليا في الملحق الأوروبي، واحتلاله المركز الأول في مجموعته، على حساب حامل اللقب ومنتخب المكسيك.
ويلعب الفريق بخطة 4-4-2 على طريقة أتليتكو مدريد، من خلال تمركز رباعي دفاعي صريح أمام المرمى، وعودة الوسط خطوات إلى الخلف، بين العمق والأطراف، لمساندة خط الظهر في التغطية، وتقليل الفراغات بين الخطوط، مع الاعتماد على ثنائي هجومي متنوع، للقيام بدور الأجنحة من دون الكرة، وتسجيل الأهداف بواسطة المرتدات السريعة.
ويعتبر المنتخب السويدي نموذجا للجماعية، من خلال تواجد أكثر من لاعب مميز، كصانع اللعب فورسبيرج الذي يميل إلى الطرف من دون الكرة، ويدخل إلى العمق أثناء الهجوم، على مقربة من ماركوس بيرج المتحرك كنصف مهاجم ونصف لاعب وسط، ورأس الحربة تويفونين المختص بالتسجيل، دون نسيان كتيبة الدفاع بقيادة جرانكفيست وأوجوستينسن الذي يصنفه الكثيرون كأفضل ظهير أيسر في المونديال.
يجدر الإشارة إلى دور المدير الفني يان أندرسون، الرجل الذي أصر على عدم عودة زلاتان إبراهيموفيتش إلى المنتخب، وقرر الاعتماد على المجموعة التي لعبت خلال التصفيات، خصوصًا مع كبر سن إبرا وقلة حركته، وعدم عودته للمساندة الدفاعية، وكأن الفريق يلعب منقوصًا في حالة فقدان الكرة، لذلك تخلى المدرب عن نجمه الأول من أجل جماعية الفريق، وتوازنه عند الاستحواذ أو الارتداد للخلف.
نتيجة للنتائج المبهرة بالتصفيات والبطولة، أطلقت الصحافة الأوروبية والعالمية على الفريق لقب "الحصان الأسود"، لأنه كان غير مرشح من الأساس لعبور مرحلة المجموعات، لكنه في النهاية وصل إلى دور الثمانية، وأصبح على بعد انتصار واحد من الوصول إلى المربع الذهبي، في إعادة لإنجاز مونديال 94 التاريخي للكرة السويدية.