لماذا يردد الإنجليز دائما: It’s Coming Home
اشتكت فتاة إنجلزية تدعى ناتاشا، لمتابعيها عبر موقع تويتر، بأن خطيبها يرغب في البكاء إذا ما تجاوز المنتخب الإنجليزي عقبة كولومبيا في كأس العالم، وحينما سألت العروسة شريكها ما إذا كان سيبكي أيضا في ليلة زواجهما المرتقبة، أجاب الأخير: لا.. لا اعتقد أني سأبكي.
في الـ21 من مايو 1990، وقبل مغادرة البعثة الإنجليزية إلى مطار كالياري الإيطالي لملاقاة إيرلندا مونديالياً، أصدرت فرقة الروك الشهيرة "نيو أوردر" ألبوما غنائيا لدعم اللاعبين بعنوان: العالم في حركة. فيما احتوت على كلمات تشجيعية مثل عبّر عن نفسك، امسكني إن استطعت، لا تستلم أبدا، نحن نلعب ونغنّي لإنجلترا. في النهاية خسرت إنجلترا بركلات الترجيح أمام ألمانيا ضمن نصف النهائي.
بعد 6 أعوام، أصدر المغنيان دافيد باديل وفرانك سكينر أغنية جديدة بعنوان: "الأسود الثلاثة" وفي كل مقطوعة تتردد عبارة: It’s Coming Home. ووسط الحماس الجماهيري على ملعب ويمبلي اللندني أضاع غاريث ساوثغيت -مدرب إنجلترا الحالي- الركلة الترجيحية الخامسة، ليخسر الأسود فرصة الوصول لنهائي كأس أوروبا 96.
أوضحت الصور الأخيرة في مباراة كولومبيا وإنجلترا، المدرب غاريث ساوثغيت وهو يرتدي بدلة زرقاء غامقة قد كتب عليها: It’s Coming Home. وهي نفس العبارة التي يرددها المشجعون الآن في الملعب والشوارع والحانات ومواقع التواصل الاجتماعي، كان آخرها مقطع فيديو لمسافرين أثناء رحلة جوية أخبرتهم المضيفة بالانتصار والتأهل إلى دور الثمانية.
عبارة It’s Coming Home تعني حاجتين، الأولى أن كأس العالم ستفوز بها إنجلترا وتعود إلى الديار، والمعنى الثاني أن الإنجليز هم من اخترعوا كرة القدم لذلك ستعود حتما إلى موطنها الأصلي. الأمر الذي يفسّر الجنون الجماهيري لدى الإنجليز خلال المونديال الحالي من شمال نيوكاسل حتى جنوب برايتون.
الأغنية الأصلية صدرت عام 1996، وتم إعادة تسجيلها بكلمات جديدة في أعوام 1998 و2002 و2006 و2010. ويتحدث عنها الصحافي الإنجليزي كارل ماكدونالد قائلا: "يبدو أن المشجعين الإنجليز متعلّقين أكثر بالإصدار القديم لأنها معبّرة أكثر ووصلت إلى قلوبهم أولا". وتشير الإحصائيات إلى أن الأغنية تم الاستماع إليها مؤخرا أكثر من 450 ألف مرة.
يحلم الإنجليز بحصول منتخبهم على كأس العالم، فيما طالب قائد إنجلترا السابق غاري نيفيل الجماهير بالتحلّي بالإيجابية قبل ملاقاة السويد اليوم السبت على ملعب كوسموس أرينا، وفي حال الفوز سيواجهون الكروات أو الروس، بينما تنتظرهم فرنسا أو بلجيكا في النهائي، ما دعا فيل مكنولتي كبير كتاب كرة القدم في الـBBC، إلى قوله: "مقامرة ساوثغيت سنعرف نتيجتها قريبا".