مسعود أوزيل.. مع القوة الخارقة تأتي المسؤولية
خرج المنتخب الألماني من دور المجموعات في كأس العالم 2018 المقام حالياً في روسيا، حين انهزم ضد المنتخب الكوري في المباراة الأخيرة، في كارثة كبرى لحامل اللقب، لعب مسعود أوزيل مباراة جيدة بكل المقاييس، فقد أظهرت الإحصائيات تغطيته لمساحة موازية لزملائه تقريبا، بنفس متوسط السرعة، مع لمس الكرة 110 مرة، ونسبة تمرير صحيحة وصلت 86%، وسبع تمريرات حاسمة، أكثر من أي لاعب آخر في مباراة واحدة في المونديال حتى الآن.
وعلى النقيض انهالت الانتقادات على النجم الألماني صاحب الأصول التركية، ليتحمل عبء الإقصاء وحيدًا، بجرعات كبيرة من النقد اللاذع، حيث طالبت قناة Pro7 الألمانية باعتزال اللاعب دوليًا في تغريدة حذفتها لاحقًا، ووضعت صحف "بيلد"، و"Die Welt"، و"FAZ" صورة اللاعب كواجهة للمقالات التي تتحدث عن خروج المنتخب.
ولم تكن هذه المرة الآولى لوقوع أوزيل تحت طائلة الانتقاد، فاللاعب صاحب الأسلوب الفني، والتحركات الهادئة، كان دائمًا محل النقد، لتفضيل الجماهير والصحافة الألمانية لاعبين من ذوي القدرات البدنية، والركض المستمر.
خرجت الأمور من نطاق كرة القدم، عبر انتقادات الحزب اليميني في ألمانيا للاعب، مستندًا على أصوله التركية، مع اتهامه بعدم الولاء للمنتخب الألماني.
جاء هذا الهجوم مبررًا للجميع، على خلفية لقاء تم قبل المونديال، بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، والثنائي مسعود أوزيل وجوندوجان، وحين خرجت الصحافة الألمانية بانتقاداتها، نشر جوندوجان بيانًا على صفحته الشخصية، يؤكد فيه التزامه بالقيم الألمانية، وعلى النقيض رفض أوزيل التعليق على الأمر في لقاء مع صحيفة "بيلد"، ورفض إصدار بيان مشابه، رغم طلب المدير الفني "يواكيم لوف".
قالت شبكة ESPN، إن مصدرًا مقربًا للاعب، صرح أنه يفكر جديًا في مستقبله مع المنتخب، لذلك إن كانت ألمانيا على وشك خسارة اللاعب الأكثر موهبة فنية في جيله بجانب جوندوجان، بسبب بعض ردود الأفعال غير المنطقية، فإن الضرر على المدى الطويل، أسوأ من الخروج المبكر من المونديال، خصوصًا مع تواجد المزيد من اللاعبين الشبان، أصحاب خلفيات ثقافية مختلفة، ستدب فيهم الشكوك قبل التفكير في تمثيل منتخب "المانشافت".