خرجت الأرجنتين مبكرًا من كأس العالم 2018 المقام حالياً في روسيا، بعد الهزيمة أمام فرنسا في ثمن النهائي، وقرر أكثر من لاعب الاعتزال دوليًا كماسكيرانو وبيجليا، مع توقع الإعلام لموجة أخرى من الاعتذارات عن الاستمرار في صفوف المنتخب، وأسدل مونديال روسيا الستار على الجيل الذهبي الحديث لراقصي التانجو، المنتخب الذي وصل إلى ثلاثة نهائيات متتالية بين كأس العالم وكوبا أميركا.
انخفض مستوى المنتخب الأرجنتيني في 2018، بسبب كبر سن أكثر من لاعب، واستبعاد بعض النجوم، بالإضافة لكثرة التغييرات الفنية بعد رحيل تاتا مارتينو، وإقالة باوزا، ثم قدوم سامباولي خلال التصفيات، وإنقاذ ميسي لزملائه في مباراة إكوادور الشهيرة، وزيادة معدل أعمار الفريق المشارك في كأس العالم، بالإضافة لقلة الاعتماد على المواهب الشابة، لدرجة أن القائمة المستدعاة ضمت فقط اسمين من الأسماء المشاركة مع الفئات السنية في بطولات 2011 و2015 و2017 للناشئين.
سلطت صحيفة "الإندبندنت" الضوء على الكوارث التي تنتظرها الكرة في الأرجنتين، ليتحدث المحرر عن استغلال اتحاد اللعبة لنجمه الأول، في الحصول على إعلانات لصالح المنتخب، مع تجهيز بعض المباريات الودية الضعيفة في بلدان بعيدة، للاستفادة من القيمة التسويقية الكبيرة للنجم رقم 10، بالإضافة لتكفل ميسي نفسه بدفع رواتب بعض العاملين من الحرس الخاص في بعض المناسبات.
لم تفز بلاد الفضة ببطولة خلال فترة تألق ليو ميسي، نتيجة التخبطات وسوء الطالع وبعض التفاصيل الصغيرة، كإضاعة هيجواين لبعض الفرص السهلة، لكن من دون ميسي سيكون الأمر أصعب كثيرًا، نتيجة الشكوك المحيطة بالمدرب سامباولي، وعدم نجاحه بعد في خلق نظام تكتيكي محكم، أو حتى تشكيلة شبه ثابتة، كذلك تعاني الكرة الأرجنتينية من ندرة المواهب.
عمل ميسي على حماية الجميع خلال السنوات الماضية، سواء بالوصول إلى أكثر من نهائي أو الصعود إلى المونديال الأخير، صحيح أن هذا لم يكن كافيًا لنيل الذهب، لكن في حالة رحيل ميسي واعتزاله، فإن الأرجنتين بالكامل ستكون في مهب الريح، نتيجة عدم وجود خطة أو استراتيجية للعمل، وقلة الموارد المالية التي يستخدمها المدراء، لتصبح اللعبة في بوينس آيرس على المحك فعليًا.