مبابي.. وكأن هنري عاد من جديد
خطف الشاب كيليان مبابي الأضواء من الجميع، في قمة فرنسا والأرجنتين، بعد قيادة منتخب بلاده لتحقيق فوز مهم على حساب ميسي ورفاقه، وصعود الديوك إلى ربع نهائي المونديال، لمقابلة الأوروجواي، ودخل نجم باريس سان جيرمان التاريخ من الباب الواسع، بعد تسجيله هدفين، وتسببه في ضربة جزاء سجل منها زميله جريزمان، ليحصل على أفضل لاعب في اللقاء بجدارة واستحقاق.
تذكر الجمهور الفرنسي نجمهم الأسطوري تيري هنري بعد تألق مبابي، لأن الأول تألق بشدة في بدايات مونديال 98، والآن يعيد الصغير الإنجاز من جديد مع المنتخب الأوروبي، من خلال تمركزه على الطرف، كنصف جناح على الخط ونصف مهاجم إضافي، مع سرعته الواضحة بالكرة ومن دونها، للهروب من الرقابة والتقدم خلف المدافعين، ليصنع ويسجل ويفعل ما يريد في دفاعات الخصوم.
يراهن المدرب ديشامب على خطة 4-2-3-1، التي تتحول إلى 4-4-2، بفضل تمركز مبابي وجريزمان، فالأول يبدأ على الخط كجناج صريح، ثم يدخل إلى الصندوق على مقربة من جيرو، بينما يتحول زميله إلى الجناح للتغطية مكانه، وساهمت هذه المرونة الخططية في صعوبة توقع الفريق الفرنسي، وتقدمه في مشواره نحو اللقب، بعد تصدره المجموعة وعبوره ثمن النهائي على حساب راقصي التانجو.
سجل مبابي حتى الآن في البطولة الحالية ثلاثة أهداف، وهو نفس الرصيد الذي وصل إليه هنري في 98، لكن يتبقى لمبابي مباريات أخرى في حالة استمرار فرنسا، لذلك يستطيع تجاوز رقم أسطورة بلاده، والمضي قدمًا نحو إنجاز أكبر، خصوصًا مع وجود عدد كبير من اللاعبين المميزين بجواره، وقوة تركيزه أمام المرمى.
يستطيع مهاجم فرنسا اللعب في المساحات الضيقة لتمتعه بالمهارة والذكاء، كذلك أيضًا يجيد بشدة لعبة التحولات، بسبب سرعته وانطلاقاته أثناء المرتدات، كما فعل مؤخرًا أمام فريق سامباولي، ليعاقبه بشدة على اندفاعه غير المبرر، ويتقدم خطوات نحو تحقيق الحلم الكبير بالتتويج العالمي.