بيكنباور والكتف المخلوع
تُعرف المباراة التي جمعت المنتخبين الإيطالي والألماني في الدور نصف النهائي لمونديال المكسيك عام 1970 بمباراة القرن، وقد حملت هذا الاسم نظراً للأحداث الدراماتيكية التي شهدتها، حيث تقدّم المنتخب الأزرق بهدف مبكر قبل أن يدرك المانشافت التعادل في الدقيقة الأخيرة، لتلجأ المباراة إلى أشواط إضافية شهدت تسجيل 5 أهداف، وانتهت بفوز إيطالي بنتيجة 4ـ3. ويحمل ملعب الأزتيكا في العاصمة المكسيكية اليوم نصباً تذكارياً وهو عبارة عن لوحة معدنية تحمل كلمات شكر لعناصر المنتخبين، تحت عنوان عريض هو: “مباراة القرن”. وبعيداً عن حجم التنافس والصراع الفني بين الطرفين، شهدت المباراة حادثة كانت الأولى من نوعها في تاريخ المونديال، حيث تعرّض النجم فرانتس بيكنباور لإصابة قاسية في كتفه بعد استنفاد هيلموت شون المدرب الألماني تبديلاته، فتدخّل الجهاز الطبي الألماني ليستأنف بيكنباور المباراة وهو يحمل كتفه على صدره برباط بدائي دون أن يتأثر مستواه. وكان بيكنباور في الـ 25 من العمر خلال نهائيات المكسيك، وقد حصل على شارة قيادة المانشافت في العام التالي، ليقود منتخب بلاده نحو الفوز بلقب المونديال عام 1974، قبل أن يكتب التاريخ عندما عاد ليفوز باللقب مدربًا عام 1990، وهو إنجاز لم يحققه سوى بيكنباور و ماريو زاجالو أسطورة كرة القدم البرازيلية الذي فاز باللقب لاعبًا عاميْ 1958 و1962 ومدربًا عام 1970.