أزمة الأرجنتين.. أكثر من مجرد ضربة جزاء
تعادل المنتخب الأرجنتيني مع نظيره الآيسلندي بهدف لمثله، في أولة مباريات الفريقين في مونديال روسيا 2018، وأهدر فيها ليونيل ميسي ركلة جزاء، بعد تصدي هالدورسون حارس المنتخب الأيسلندي، في اليوم التالي لتسجيل كريستيانو رونالدو الغريم الأزلي لثلاثية في مرمى الإسبان، لتتوجه أصابع الإتهام نحو قائد المنتخب الأرجنتيني، الذي فرط في فرصة حصد نقاط المباراة كاملة.
تعاني الأرجنتين على المستوى الفردي والجماعي، فالمنتخب صاحب الأسامي الهجومية الكبيرة، سجل تسعة أهداف فقط في آخر عشر مباريات، مع أقل نسبة دقة تسديدات بين المنتخبات المتأهلة عن القارة اللاتينية، لذلك من غير المنطقي إلقاء اللوم بالكامل على ضربة الجزاء المهدرة، بدون النظر إلى باقي العوامل.
تلعب فلسفة الفريق الدور الأكبر في أداء أي منتخب، حيث تجتمع المنتخبات سنويا لمدة ضئيلة، وتلعب معًا مباريات أقل من الأندية، لذلك فإن الفلسفة الكروية هي الأساس الذي تبنى عليه المنتخبات، لتكون مرجعًا في كل الأوقات، مر على الأرجنتين مؤخرًا عدة مدربين بفلسفات مختلفة، مع تغير في اختيارات اللاعبين بين كل مدرب، لذلك يبدو التفاهم مفقودا، وتتسع الفجوة مع تغير الوجوه في كل مباراة.
ظهر ميسي بلا شك أقل من المعتاد، ولكن بعد تعديلات سامباولي الهجومية في آخر الدقائق بدخول بانيجا وبافون بدلا عن بيليا وديماريا، تحسن المنتخب عمومًا، وميسي خصوصا، بسبب فتح الملعب بشكل أفضل، مما أعطى ميسي وقتا أطول على الكرة، وتخلص من المراقبة اللصيقة التي لازمته ب4-5 لاعبين.
تكمن مهمة المدرب في توفير المساحة لإبداعات نجوم الفريق، لذلك جاءت الأخبار تؤكد بأن سامباولي قرر إجراء تغيير شامل عن المباراة الافتتاحية، على مستوى التكتيك والأسماء، ليعتمد خطة 3-4-3 بدلا عن 4-2-3-1، مع تغيير في قائمة اللاعبين الأساسية أيضا، في محاولة لوضع الفريق في وضعية هجومية أفضل، وإتاحة حلول آخرى بدلا من الاعتماد الكبير على ليونيل ميسي، مؤكدا أن المشكلة تكمن في الأداء كاملا، وليس في أداء ميسي وحيدا.