مارادونا سطر تاريخ التانجو
توجت بطولة كأس العالم عام 1986 في المكسيك دييجو أرماندو مارادونا أسطورة جديدة لكرة القدم، فهو ذلك العاشق للكرة الذي ظهر لشغل المكان الذي تركه بيليه شاغرا قبل 16 عاما، ليقود الأرجنتين نحو المجد بلقب عالمي ثان.
يقول مارادونا "كانت اللحظة الأروع في حياتي"، فيما يشاهد صورا تتتابع، تعكس هدفيه في مرمى إنجلترا والتحفة الفنية- والتمريرة السحرية التي ساعدت خورخي بوروتشاجا على حسم المباراة النهائية أمام ألمانيا، والاحتفال على ملعب "الأزتيك" بكأس العالم لكرة القدم.
يوضح مارادونا قائلا: لم أكن وحدي، كان هناك فريق، الأرجنتين لم تتوج بطلة بسببي.. فقط أنا ساهمت، وآخرون ساعدوني، وحققنا الفوز جميعا، أنا ممتن لاختيارهم لي كأفضل لاعب في كأس العالم، لكنني فزت مع الأرجنتين ولم أفز وحدي".
ومع ذلك فإن الثقل الفردي الذي مثله مارادونا في ذلك الفريق الذي كان يقوده كارلوس بيلاردو، ليس فقط بسبب أهدافه الخمسة التي أحرزها في البطولة، تفوق ربما حتى على أي سابقة تاريخية تتعلق بتأثير لاعب واحد فقط على فريق ما.
مارادونا كان حاسما، كما أن هدفيه أمام بلجيكا منحا فريقه تذكرة العبور إلى المباراة النهائية، ووصل مارادونا إلى كأس العالم في أوج تألقه الكروي وكان في الخامسة والعشرين من عمره.
ورغم ذلك كان معشوقا بالفعل في نابولي الإيطالي. ومع ذلك فإن أغلب المتابعين كانوا يتوقعون أن يكون "الملك" الجديد هو الفرنسي ميشيل بلاتيني أو البرازيلي زيكو.
وحتى ذلك الحين كانت بطولات كأس العالم بالنسبة لمارادونا ذكرى مريرة، ففي الأرجنتين 1978 استبعد من الفريق في اللحظات الأخيرة، وفي إسبانيا 1982 كان عليه أن يتقبل الخروج من الدور الثاني، بل وحصوله على البطاقة الحمراء في المباراة الأخيرة أمام البرازيل. أما في المكسيك 1986 فكل شيء تغير بالفعل.
بعد ذلك سيأتي ما هو أفضل، عمله الأروع، عندما انطلق من نصف ملعبه كشعاع لا يمكن إيقافه خلال عشر ثوان بالكاد، وراوغ نحو نصف الفريق قبل أن يمنح الكرة اللمسة الأخيرة.
وقال مارادونا "حتى اليوم لا أزال أشعر بأنني لم أحرز ذلك الهدف. بحق، يبدو للمرء أنه لا يمكن إحراز هدف بتلك الطريقة، تتخيل أنك ستحلم به لكنك لن تتمكن من تسجيله. والآن بات هدفا أسطوريا".