في مونديال الروس.. إسبانيا تودع إنييستا وتترقب إيسكو
فيما يرجح أن تشهد بطولة كأس العالم 2018 في روسيا، كلمة الوداع في مسيرة اللاعب أندريس إنييستا الدولية مع المنتخب الإسباني لكرة القدم، ينتظر أن تكون هذه النسخة نقطة انطلاق وسطوع هائلة لخليفته إيسكو، الذي يخوض بطولات كأس العالم للمرة الأولى، حيث لن يكون التحدي سهلا لإيسكو صاحب الـ26 عاما، لاعب خط وسط ريال مدريد، والذي ينتظر أن يتسلم عصا القيادة من إنييستا، الذي نجح في تغيير تاريخ كرة القدم الإسبانية.
وكان إنييستا سجل الهدف الوحيد في المباراة النهائية لبطولة كأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا، ليقود المنتخب الإسباني للفوز 1/0، على نظيره الهولندي والتتويج باللقب العالمي للمرة الأولى، وسجل إنييستا الهدف في الدقيقة 116 من المباراة، بعد انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل السلبي ولجوء الفريقين للوقت الإضافي.
وقال إنييستا ، في مارس الماضي: "حتى الآن، وبشكل طبيعي للغاية، يرجح أن تشهد كأس العالم آخر ظهور لي مع المنتخب الإسباني، لا أريد المشاركة في كأس العالم من أجل هذا فقط، لا أشعر بالحاجة للتواجد في أي مكان آخر غير المكان الذي أتواجد فيه، أو الذي كنت فيه من قبل"، تاركا بهذا بعض المساحة لتغيير رأيه.
وإذا كان اتجاه إنييستا هو السير على نهج نجم كرة القدم الإيطالية أندريا بيرلو، الذي يدخل في المقارنة معه دائما، فإن إنييستا نجم خط وسط برشلونة الإسباني على مدار السنوات الماضية، قد يستمر مع المنتخب الإسباني حتى يورو 2020، ليحاول الفوز بلقب البطولة القارية للمرة الثالثة في مسيرته الكروية، وسيكون إنييستا وقتها في السادسة والثلاثين من عمره وهو السن الذي اعتزل فيه بيرلو اللعب الدولي.
ورغم هذا، لا يبدو أن إنييستا يرغب في هذا، وقال إنييستا لتوضيح هذا الأمر: "أتمنى أن يكون الوداع مثلما نحلم به جميعا، من خلال المباراة النهائية في المونديال الروسي".
ويبدو حلم إنييستا ممكنًا بالفعل، خاصة وأن الفريق استعاد كثيرًا من اتزانه، بعد إخفاقه في كل من بطولتي كأس العالم 2014 في البرازيل وكأس الأمم الأوروبية (يورو 2016) في فرنسا.
ويخوض المنتخب الإسباني فعاليات المونديال الروسي تحت قيادة المدرب جولين لوبيتيجي، كما أن الفريق يبرز بين أقوى المرشحين للفوز بلقب البطولة، خاصة بعد الفوز الكاسح 6/1 على نظيره الأرجنتيني، في المباراة الودية بين الفريقين خلال مارس الماضي.
وخاض المنتخب الأرجنتيني هذه المباراة في غياب نجمه الشهير ليونيل ميسي مهاجم برشلونة الإسباني، فيما سطع إيسكو في صفوف المنتخب الإسباني وسجل ثلاثة أهداف (هاتريك) .
وقال إيسكو، بعد اللعب إلى جوار إنييستا للمرة الأولى خلال مباراة المنتخب الإسباني أمام نظيره الأوكراني في مارس 2015: "إنه لمديح هائل وأمر يثير الكبرياء أن أدخل في مقارنة مع إنييستا، لكنني قلت عدة مرات إنني لا أحب المقارنات، أندريس إنييستا هو أندريس، إنني إسكو، أختلف عنه، وأريد أن أصنع تاريخي الخاص بي مع النادي والمنتخب".
ويدرك إيسكو أنه ما من أحد حتى الآن يمكن مقارنته بإنييستا، هذا اللاعب القصير الهادئ، والذي أصبح النجم المفضل لدى الجماهير الإسبانية، عندما سجل هدف الفوز على المنتخب الهولندي في نهائي المونديال في جوهانسبرج يوم 12 يوليو 2010، والذي حقق، آمال أجيال متعاقبة لكرة القدم الإسبانية.
ومنذ ذلك الحين ، نال إنييستا ترحابًا هائلاً وحارًا في كل الملاعب الإسبانية، حتى خلال مشاركته مع برشلونة، كما نال إنييستا الإشادة من جميع مدربي الفرق المنافسة، كما انهالت الإشادة وكلمات الثناء والتقدير عليه في الشهور الأخيرة، منذ أن أعلن أنه سيترك برشلونة بنهاية الموسم.
ويرجح أن يكون المونديال الروسي، آخر نسخة من بطولات كأس العالم، التي ستشهد عبقرية إنييستا، كما يرجح أن تكون فرصة مثالية لتقديم إيسكو.