من الرياض إلى لندن.. سقط دياز فمتى يلحقه كونتي؟
وجد أنطونيو كونتي صعوبة بالغة أثناء مؤتمره الأول بسبب رداءة لغته الإنجليزية، يومها اعتذر للصحفيين، لكنه قال في مجمل حديثه: "أفتخر أني سأقود تشيلسي في الفترة المقبلة، وأنا متحمس للغاية لبدء تجربة جديدة لي في دوري جديد، الدوري الأصعب على مستوى العالم".
سار كل شيء على ما يرام في الموسم الأول، إذ نجح أزرق لندن في تحقيق بطولة الدوري بـ93 نقطة، ومع نهاية الموسم أرسل المدرب الإيطالي رسالة سرية إلى مدير النادي مايكل إيمينالو، تضمنت احتياجات الفريق للموسم المقبل، من لاعبين جدد ومكان المعسكر التدريبي الصيفي، وطلبات جانبية.
احتوت الورقة على أسماء 4 لاعبين، روس باركلي لاعب إيفرتون، وفيرجيل فان دايك مدافع ساوثهامبتون، وتشامبرلين لاعب آرسنال، ودرينكووتر لاعب ليستر سيتي، لكن تأخير إيمينالو في حسم الصفقات ساهم في اتفاق تشامبرلين وفان دايك مع ليفربول، الأمر الذي جعل كونتي المولود بمدينة ليتشي التاريخية، يستشيط غضباً ويهدد الإدارة بقوله: "سأرحل عن النادي، إذا لم تنفذوا طلباتي كاملة!".
قبل نهاية سوق الانتقالات الصيفية، حث كونتي إدارة تشيلسي على التعاقد مع المهاجم الإسباني موراتا خاصة مع تمرد مواطنه دييغو كوستا، وهو ما نجحت به الإدارة اللندنية، التي استقطبت أيضا الإنجليزي درينكووتر، والإيطالي زابوكستا، والفرنسي باكايوكو، والألماني رودريجر، ضمن قيمة إجمالية بلغت 214 مليون يورو.
قبل 10 أيام خسر تشيلسي من مانشستر سيتي بهدف نظيف، ما دعا كونتي لإطلاق تصريحاً نارياً عبر صحيفة "الصن" قائلاً: "لا أعرف طموح إدارة النادي، عليهم إظهار الطموح اللازم، لقد طلبت العديد من الأسماء خلال "الميركاتو" من أجل التعاقد معهم، لكن لم تلبي الإدارة احتياجاتي".
راجت أنباء حول اقتراب الإدارة اللندنية من إقالة المدرب الإيطالي، خاصة بعد نشوب خلافات بينه وبين هازارد وكورتوا ودافيد لويز في غرفة الملابس، وما يعزز التكهنات تصريح كونتي الأخير حول غموض مستقبله، الذي قد ينتهي كلياً بعد يومين في حال خسارة الفريق أمام برشلونة ضمن دور الـ16 بدوري أبطال أوروبا.
تبدو قصة كونتي قريبة لأحداث ما قبل إقالة رامون دياز من قبل إدارة نادي الهلال السعودي قبل قرابة الشهر، إذ حضر المدرب الأرجنتيني إلى منطقة الخليج لأول مرة، واستطاع في موسمه الأول تحقيق بطولة الدوري بفارق 10 نقاط عن منافسه الأهلي، كما نجح المدير الفني اللاتيني في تحقيق كأس الملك، والوصول بفريقه إلى نهائي دوري أبطال آسيا.
في الصيف الفائت، أصر دياز على التعاقد مع المهاجم الأورغوياني ماتياس، الذي نجح في تسجيل هدف وحيد فقط أمام الباطن، بينما لم تحظى بقية الصفقات الهلالية بمباركة صاحب الـ58 عاماً، إذ لم تشاهد الجماهير كثيراً مختار فلاته وعلي الحبسي وحسن كادش، فيما قيل إن تعاقد الإدارة كان خلف إبقاء الثلاثي على دكة البدلاء.
ازدادت رقعة الخلافات بين مسؤولي أزرق الرياض ومدربهم الأرجنتيني، الذي كان يرفض التدخلات في عمله الفني، ولكن تعادلين عسيرين أمام النصر السعودي والعين الإماراتي وخسارة من استقلال طهران الإيراني في دوري أبطال آسيا، تسببت في إقالة مدرب الباراجواي السابق.
يشترك كل من كونتي ودياز في تجربتهما التدريبية خارج محيط الوطن، حيث نجحا في تحقيق بطولة الدوري في موسمهما الأول، كما أن ألوان تشيلسي والهلال زرقاء، وكما أن الناديين يقعان في قلب لندن والرياض، وبجانب إصرارهما على موراتا وماتياس، نجد الفارق الوحيد بين الرجلين، أن دياز غادر السعودية بمحبة لاعبي وجماهير الهلال، أما كونتي فإن رحل ستعم الأفراح منطقة فولهام وسط عاصمة الضباب.