الأرجنتيني دياز.. دخل بهدوء.. وخرج بدموع زرقاء
الساعة الثانية فجر الأربعاء، يفتح فيصل المطرفي مسؤول الإعلام بنادي الهلال السعودي هاتفه الخلوي، ويدخل صفحة النادي الرسمية عبر موقع تويتر كاتباً الجملة التالية: "مجلس إدارة الهلال يقرر إقالة المدرب الأرجنتيني رامون دياز"، أغلق بعدها فيصل هاتفه تلافياً للحرج وأسئلة الشرفيين والصحافيين والمشجعين.
في بلد الشوكولاته والكساديا والبطاطا الحلوة، تعاقد المكسيكيون مع دياز عام 2008 ليتولى تدريب أميركا كلوب المكسيكي في صفقة وضعته رابع أغلى مدرب في الأميركيتين الشمالية والجنوبية، ولكن يبدو أن علاقة دياز وشهر فبراير ليست جيدة، بعدما أقالته إدارة النادي صباح الـ10 من فبراير عام 2009.
كانت صدمة كبيرة في نفوس لاعبي أزرق الرياض، حينما علموا بإقالة مدربهم بعد رحلة مسقط الآسيوية، إذ قال البرازيلي كارلوس إدواردو فور علمه بالخبر: "كل كلمات الشكر لن توفيك حقك، كنت بمثابة والدي، إنك أحد أفضل المدربين"، أما عبدالله الحافظ فقد كتب: "لا توجد كلمات لكي أعبر لك ما في قلبي، شكراً لكل لحظة قضيناها معا"، بينما قال عبدالله عطيف: "أريد أن أشكرك على الثقة، أعطيتني الفرصة حتى أنمو، لقد كنت أفضل مدير فني".
في منتصف أكتوبر 2016، حاصرت وسائل الإعلام رامون فور وصوله مطار الرياض، ورغم أن دياز كان منهكاً إثر رحلة طيران طويلة امتدت 22 ساعة تقريباً، إلا أنه تجاوب مع الصحافيين قائلاً: "أعلم أن الهلال أكبر نادٍ في المملكة، والعمل طريقنا نحو الألقاب".، ولكن صاحب الـ58 عاماً والمولود بمدينة لاريوخا الأرجنتنية، لم يكن يعلم بنوايا إدارة الأمير نواف بن سعد التي خططت لإقالته قبل 5 جولات من نهاية الدوري السعودي الذي يتصدره الأزرق بـ46 نقطة.
المدافع حسن كادش وزميله فيصل درويش حملا حافظة المياه الكبيرة قبل 6 أشهر أثناء تدريب صباحي، وقاما بصبّها فوق رأس دياز احتفالا بعيد ميلاده الـ59، فيما وجد المدرب بعدها سيارة رباعية فاخرة تنتظره وحفلة شواء كبيرة احتفاءً به، وعلى عكس العادة فإن الجماهير دائما تطالب بإقالة المدربين بسبب النتائج، بيد أن العكس تماماً حدث مع دياز الذي خرج وهو يحاول تجفيف الدموع الزرقاء .