إذا كنت أحد أهالي حي الروابي شرق العاصمة الرياض، فحتما ستعرف فريقاً شعبياً يدعى "الكونكورد"، الذي لعب فيه النجم السعودي سالم الدوسري لسنوات أمتع خلالها الجيران والزوار ومحبي كرة القدم في ساحة البلدية بمنتزه محمد بن القاسم.

وتبدو الفرصة مواتية لسالم الدوسري، إذا ما استطاع الظهور لأول مرة مع فريقه الجديد بعدما استدعاه المدرب فران إيسكريبا لبعثة فياريال الإسباني المغادرة إلى فرنسا لمواجهة ليون الفرنسي في مدينة النهرين، على ملعب الأضواء ضمن منافسات الدور الـ32 من مسابقة الدوري الأوروبي "يوروبا ليغ".

قبل 5 أعوام، أدخل الدوسري الفرحة في قلوب السعوديين، حينما سجل هدف التقدم للأخضر في شباك الحارس الأسترالي المخضرم مارك شوارزر، وقتها قال معلق قناة فوكس الأسترالية: "لقد أوجد مساحة لكي يسجل الهدف، إنه لاعب ذكي، ولمحة رائعة منه"، بعدها بأسبوعين فقط، وقع معه الهلال عقداً احترافياً لمدة خمسة أعوام مقابل مليون ريال فقط.

كانت عائلة الدوسري تشجع نادي الاتحاد بشدة، ولكنها تعاطفت مع الإبن الصغير حينما ارتدى القميص الأزرق عام 2010، وقتها كان سالم يذهب إلى مقر التدريبات بسيارة "لومينا" موديل 97، أما الآن يمتلك لاعب الجناح ثلاث سيارات فارهة من طراز مرسيدس وبورش ولامبورغيني ومؤخرا اقتنى سيارة بنتلي كونتيننتال سوداء اللون.

ورغم أن سالم ركل الكرة وانطلق من الشارع حتى سن متأخرة وفشل في ثلاث تجارب كروية خاضها مع أندية الشباب والفيصلي والنصر، إلا أن موهبته اللافتة أجبرت كافة مدربي الهلال على الاعتماد عليه أساسيا، بينما يقول المحلل الرياضي خالد الشنيف عنه: "سالم ينتظر اللحظة التي ينفجر فيها أوروبياً، إن أسلوب لعبه يتناسب كلياً مع الدوري الإسباني".

أصدقاء سالم في الهلال ثلاثة، نواف العابد ومحمد جحفلي وعبدالله المعيوف، ولكن بعد أن دخل صاحب الـ26 عاماً القفص الذهبي مطلع 2015، أصبح ملازما للمنزل، وازداد تعلقاً به بعدما رُزق بطفلة صغيرة أسماها لام، ويؤكد أحد الصحافيين المقربين من المنزل الأزرق، أن الدولي السعودي تغيرت حياته كليا للأفضل بعد الارتباط العائلي.

قبل رحلة سالم الأخيرة من العاصمة الرياض إلى مقاطعة كاستيون، أشار مقربون إلى أن زوجة سالم احتفلت بزوجها قبل توديعه للمرة الأخيرة، ولكن إذا ما شارك النجم السعودي في مباراة ليون وفياريال مساء الخميس، فإن البلاد بأسرها ستحتفل بأول سعودي يلعب مباراة أوروبية رسمية.